نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 292
عظيما، و خطرا جسيما، فيه شرف الحياة، و فضيلة الوفاة، للناس كافة، و لرهطك عامة، و لنفسك خاصة.
قال عبد المطلب: مثلك أيها الملك من برّ و سرّ و بشّر، ما هو؟فداك أهل الوبر، زمرا بعد زمر.
قال ابن ذي يزن: إذا ولد مولود بتهامة، بين كتفيه شامة، كانت له الإمامة، إلى يوم القيامة.
قال عبد المطلب: أبيت اللعن، لقد أبت بخير ما آب به أحد؛ فلو لا إجلال الملك لسألته أن يزيدني في البشارة ما أزداد به سرورا.
قال ابن ذي يزن: هذا حينه الذي يولد فيه أو قد ولد، يموت أبوه و أمه، و يكفله جدّه و عمه؛ قد وجدناه مرارا، و اللّه باعثه جهارا، و جاعل له منّا أنصارا، يعزّ بهم أولياءه، و يذلّ بهم أعداءه، و يفتتح كرائم الأرض، و يضرب بهم الناس عن عرض [1] ؛ يخمد النّيران، و يكسر الأوثان، و يعبد الرحمن، قوله حكم و فصل؛ و أمره حزم و عدل، يأمر بالمعروف و يفعله، و ينهى عن المنكر و يبطله.
فقال عبد المطلب: طال عمرك، و دام ملكك، و علا جدّك، و عز فخرك؛ فهل الملك يسرّني بأن يوضح فيه بعض الإيضاح؟ فقال ابن ذي يزن: و البيت ذي الطّنب، و العلامات و النّصب، إنك يا عبد المطلب، لجدّه من غير كذب. فخرّ عبد المطلب ساجدا.
قال ابن ذي يزن: ارفع رأسك؛ ثلج صدرك، و علا أمرك؛ فهل أحسست شيئا مما ذكرت لك؟ قال عبد المطلب: أيها الملك، كان لي ابن كنت له محبا، و عليه حدبا مشفقا،