نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 289
وفود حسان بن ثابت على النعمان بن المنذر
قال: وفد حسان بن ثابت على النعمان بن المنذر، قال: فلقيت رجلا ببعض الطريق، فقال لي: أين تريد؟قلت: هذا الملك. قال: فإنك إذا جئته متروك شهرا، ثم تترك شهرا آخر، ثم عسى أن يأذن لك؛ فإن أنت خلوت به و أعجبته فأنت مصيب منه خيرا، و إن رأيت أبا أمامة النابغة فاظعن [1] ؛ فإنه لا شيء لك!قال:
فقدمت عليه، ففعل بي ما قال، ثم خلوت به و أصبت مالا كثيرا و نادمته فبينما أنا معه إذا رجل يرتجز حول القبة و يقول:
أنام أم يسمع ربّ القبّه # يا أوهب الناس لعنس صلبه [2]
ضرّابة بالمشفر الأذبّه # ذات هيات في يديها جذبه [3]
فقال النعمان: أبو أمامة، ائذنوا له فدخل فحيّاه و شرب معه، و وردت النّعم السود. و لم يكن لأحد من العرب بعير أسود غيره و لا يفتحل أحد فحلا أسود.
فاستأذنه النابغة في الإنشاد، فأذن له، فأنشده قصيدته التي يقول فيها:
فإنك شمس و الملوك كواكب # إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب
فأمر له بمائة ناقة من الإبل السّود برعاتها؛ فما حسدت أحدا قط حسدي له في شعره و جزيل عطائه.
وفود قريش على سيف بن ذي يزن بعد قتله الحبشة
نعيم بن حمّاد قال: أخبرنا عبد اللّه بن المبارك، عن سفيان الثّوري، قال: قال ابن عباس: لما ظفر سيف بن ذي يزن بالحبشة، و ذلك بعد مولد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، أتته وفود العرب و أشرافها و شعراؤها تهنئه و تمدحه و تذكر ما كان من بلائه و طلبه بثأر قومه،