responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 287

قال الحارث: إنّ في الحق مغضبة، و السّرو التغافل‌ [1] ، و لن يستوجب أحد الحلم إلا مع القدرة، فلتشبه أفعالك مجلسك.

قال كسرى: هذا فتى القوم.

ثم قال كسرى: قد فهمت ما نطقت به خطباؤكم، و تفنّن فيه متكلّموكم و لو لا أني أعلم أن الأدب لم يثقّف أودكم، و لم يحكم أمركم، و أنه ليس لكم ملك يجمعكم فتنطقون عنده منطق الرعية الخاضعة الباخعة، فنطقتم بما استولى على ألسنتكم، و غلب على طباعكم، لم أجز لكم كثيرا مما تكلمتم به. و إني لأكره أن أجبّه‌ [2] و فودي أو أحنق صدورهم، و الذي أحبّ هو إصلاح مدبركم، و تألف شواذّكم، و الإعذار إلى اللّه فيما بيني و بينكم؛ و قد قبلت ما كان في منطقكم من صواب. و صفحت عما كان فيه من خلل؛ فانصرفوا إلى ملككم فأحسنوا مؤازرته و التزموا طاعته، و اردعوا سفهاءكم و أقيموا أودهم، و أحسنوا أدبهم، فإن في ذلك صلاح العامّة.

وفود حاجب بن زرارة على كسرى‌

العتبي عن أبيه: أن حاجب بن زرارة وفد على كسرى لما منع تميما من ريف العراق، فاستأذن عليه، فأوصل إليه فقال: أسيّد العرب أنت؟قال: لا. قال: فسيّد مضر؟قال: لا. قال: فسيّد بني أبيك أنت؟قال: لا. ثم أذن له فدخل عليه. قال:

من أنت؟قال: سيد العرب!قال: أ ليس قد أوصلت إليك: أسيّد العرب أنت؟ فقلت: لا، حتى اقتصرت بك على بني أبيك، فقلت: لا؟قال له: أيها الملك، لم أكن كذلك حتى دخلت عليك، فلما دخلت عليك صرت سيد العرب. قال كسرى:

زه‌ [3] !املئوا فاه درّا. ثم قال: إنكم معشر العرب غدر، فإن أذنت لكم أفسدتم البلاد، و أغرتم على العباد، و آذيتموني. قال حاجب: فإني ضامن للملك ألاّ يفعلوا.


[1] السّرو: المروءة و الشرف.

[2] أجبّه: أواجه.

[3] زه: أحسنت، دليل على الإعجاب.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 287
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست