responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 281

خافه البري‌ء. المرء يعجز لا المحالة. أفضل الأولاد البررة. و خير الأعوان من لم يراء [1] بالنصيحة. أحقّ الجنود بالنصر من حسنت سريرته. يكفيك من الزاد ما بلّغك المحلّ. حسبك من شرّ سماعة. الصمت حكم و قليل فاعله. البلاغة الإيجاز. من شدّد نفر، و من تراخى تألف.

فتعجب كسرى من أكثم، ثم قال: ويحك يا أكثم!ما أحكمك و أوثق كلامك لو لا وضعك كلامك في غير موضعه.

قال أكثم: الصدق ينبئ عنك لا الوعيد.

قال كسرى: لو لم يكن للعرب غيرك لكفى.

قال أكثم: ربّ قول أنفذ من صول.

ثم قام حاجب بن زرارة التميمي، فقال ورى زندك، و علت يدك، و هيب سلطانك. إن العرب أمة قد غلظت أكبادها، و استحصدت مرّتها [2] ، و منعت درّتها [3] ؛ و هي لك وامقة [4] ما تألفتها، مسترسلة ما لا ينتها، سامعة ما سامحتها، و هي العلقم مرارة، و الصاب غضاضة، و العسل حلاوة، و الماء الزلال سلاسة. نحن وفودها إليك، و ألسنتها لديك؛ ذمّتنا محفوظة، و أحسابنا ممنوعة، و عشائرنا فينا سامعة مطيعة؛ إن نؤب لك حامدين خيرا فلك بذلك عموم محمدتنا، و إن نذم لم نخص بالذمّ دونها.

قال كسرى: يا حاجب، ما أشبه حجر التلال بألوان صخرها.

قال حاجب: بل زئير الأسد بصولتها.

قال كسرى: و ذلك.


[1] المراءاة: الملق و الرياء.

[2] المرّة: طاقة الحبل، و استحصدت: استحكمت و هذا كناية عن قوتهم.

[3] درّتها: لبنها.

[4] وامقة: محبة.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست