responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 28

تقدم إليه-و قد همّ بالقيام-امرأة عليها هيئة السفر، و عليها ثياب رثة، فوقفت بين يديه فقالت السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، فنظر المأمون إلى يحيى ابن أكثم، فقال لها يحيى: و عليك السلام يا أمة اللّه، تكلمي في حاجتك. فقالت:

يا خير منتصف يهدى له الرّشد # و يا إماما به قد أشرق البلد

تشكو إليك عميد القوم أرملة # عدّي عليها فلم يترك لها سبد [1]

و ابتزّ منّي ضياعي بعد منعتها # ظلما و فرّق مني الأهل و الولد [2]

فأطرق المأمون حينا، ثم رفع رأسه إليها و هو يقول:

في دون ما قلت زال الصّبر و الجلد # عني و أقرح منّي القلب و الكبد [3]

هذا أذان صلاة العصر فانصر في # و أحضري الخصم في اليوم الّذي أعد

و المجلس السّبت إن يقض الجلوس لنا # ننصفك منه و إلاّ المجلس الأحد

قال: فلما كان يوم الأحد جلس، فكان أول من تقدّم إليه تلك المرأة، فقالت:

السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته. فقال: و عليك السلام، أين الخصم؟ فقالت: الواقف على رأسك يا أمير المؤمنين. و أومأت إلى العباس ابنه. فقال: يا أحمد بن أبي خالد، خذ بيده فأجلسه معها مجلس الخصوم. فجعل كلامها يعلو كلام العباس، فقال لها أحمد بن أبي خالد: يا أمة اللّه، إنك بين يدي أمير المؤمنين، و إنك تكلمين الأمير، فاخفضي من صوتك. فقال المأمون: دعها يا أحمد، فإن الحق أنطقها و أخرسه. ثم قضى لها برد ضيعتها إليها، و ظلم العباس بظلمه لها، و أمر بالكتاب لها إلى العامل الذي ببلدها أن يوغر لها ضيعتها [4] و يحسن معاونتها، و أمر لها بنفقة.

الحكم على هشام في خصومة بينه و بين إبراهيم بن محمد

العتبي قال: إني لقاعد عند قاضي هشام بن عبد الملك إذ أقبل إبراهيم بن محمد ابن


[1] السبد: الشعر، و يكنى به عن الابل.

[2] ابتز: سلب ظلما.

[3] أقرحه: أغمّه.

[4] يوغر لها ضيعتها: يسقط عنها الخراج.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست