و أحسن ما قيل في هذا المعنى قول حبيب الطائي:
إنّ الجياد كثير في البلاد و إن # قلّوا، كما غيرهم قلّ و إن كثروا
لا يدهمنّك من دهمائهم عجب # فإنّ جلّهم أو كلهم بقر
و كلّما أضحت الأخطار بينهم # هلكى تبيّن من أضحى له خطر
لو لم تصادف شيات البهم أكثر ما # في الخيل لم تحمد الأوضاح و الغرر [1]
لكسرى في الشح
الأصمعي قال: قال كسرى. أي شيء أضرّ؟فأجمعوا على الفقر. فقال كسرى:
الشحّ أضرّ منه، لأن الفقير يجد الفرجة فيتسع.
من جاد أولا و ضنّ آخرا
نزل أعرابيّ برجل من أهل البصرة، فأكرمه و أحسن إليه ثم أمسك، فقال الأعرابي:
تسرّى فلما جاذب المرء نفسه # رأى أنّه لا يستقيم له السّرو [2]
و كان يزيد بن منصور يجري لبشّار العقيلي وظيفة في كل شهر، ثم قطعها عنه؛ فقال:
أبا خالد ما زلت سابح غمرة # صغيرا فلما شبت خيّمت بالشّاطي [3]
جريت زمانا سابقا ثم لم تزل # تأخّر حتى جئت تقطو مع القاطي [4]
كسنّور عبد اللّه بيع بدرهم # صغيرا، فلما شبّ بيع بقيراط
[1] الشيات: جمع شية، و هي سواد في بياض أو بياض في سواد، و الأوضاح: جمع وضح، و هي التحجيل في القوائم، و الغرر: جمع غرّة، و هو بياض في الجبهة.
[2] السّرو: المروءة و الشرف.
[3] خيّمت: أقمت.
[4] القاطي: الثقيل المشي، أو الذي يقارب في مشيه.