نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 217
أسأت قتلناك!فأنشأ يقول:
أمنت بداود وجود يمينه # من الحدث المخشيّ و البؤس و الفقر
فأصبحت لا أخشى بداود نبوة # من الحدثان إذ شددت به أزري [1]
له حكم لقمان و صورة يوسف # و حكم سليمان و عدل أبي بكر
فتى تفرق الأموال من جود كفّه # كما يفرق الشيطان من ليلة القدر [2]
فقال: قد حكمناك؛ فإن شئت على قدرك، و إن شئت على قدري. قال: بل على قدري. فأعطاه خمسين ألفا، فقال له جلساؤه: هلا احتكمت على قدر الأمير؟قال:
لم يك في ماله ما يفي بقدره!قال له داود: أنت في هذه أشعر منك في شعرك. و أمر له بمثل ما أعطاه.
الرشيد و إسحاق الموصلي
الأصمعي قال: كنت عند الرشيد إذ دخل عليه إسحاق بن إبراهيم الموصلي فأنشده:
و آمرة بالبخل قلت لها اقصري # فليس إلى ما تأمرين سبيل
فعالي فعال المكثرين تجمّلا # و مالي كما قد تعلمين قليل
فكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى # و رأي أمير المؤمنين جميل
فقال له الرشيد: للّه درّ أبيات تأتينا بها!ما أحسن أصولها و أبين فصولها، و أقلّ فضولها!يا غلام أعطه عشرين ألفا. قال: و اللّه لا أخذت منها درهما واحدا!قال:
و لم؟قال: لأن كلامك و اللّه يا أمير المؤمنين خير من شعري!قال: أعطوه أربعين ألفا. قال الأصمعي: فعلمت و اللّه أنه أصيد لدراهم الملوك مني.