نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 177
لنصرة حقه، يجدّد حبل الإسلام بدعواهم و يشيد أركان الدين بنصرتهم، و يتخذهم لأولياء دينه أنصارا، و على إقامة عدله أعوانا، يسدّون الخلل، و يقيمون الميل، و يدفعون عن الأرض الفساد؛ و إنّ أهل خراسان أصبحوا أيدي دولتنا، و سيوف دعوتنا الذين نستدفع المكاره بطاعتهم، و نصرف نزول العظائم بمناصحتهم، و ندافع ريب الزمان بعزائمهم، و نزاحم ركن الدهر ببصائرهم. فهم عماد الأرض إذا أرجفت كنفها [1] ، و حتوف الأعداء إذا أبرزت صفحتها، و حصون الرعية إذا تضايقت الحال بها؛ قد مضت لهم وقائع صادقات؛ و مواطن صالحات، أخمدت نيران الفتن، و قصمت دواعي البدع، و أذلّت رقاب الجبّارين، و لم ينفكّوا كذلك ما جروا مع ريح دولتنا، و أقاموا في ظلّ دعوتنا، و اعتصموا بحبل طاعتنا التي أعزّ اللّه بها ذلّتهم، و رفع بها ضعتهم، و جعلهم بها أربابا في أقطار الأرضين، و ملوكا على رقاب العالمين، بعد لباس الذّل، و قناع الخوف، و إطباق البلاء، و محالفة الأسى، و جهد البأس و الضر.
فظاهر عليهم لباس كرامتك، و أنزلهم في حدائق نعمتك. ثم اعرف لهم حقّ طاعتهم، و وسيلة دالّتهم، و ماتة [2] سابقتهم، و حرمة مناصحتهم، بالإحسان إليهم، و التوسعة عليهم، و الإثابة لمحسنهم، و الإقالة لمسيئهم.
أي بنيّ؛ ثم عليك العامة. فاستدع رضاها بالعدل عليها. و استجلب مودّتها بالإنصاف لها، و تحسّن بذلك لربك، و تزيّن به في عين رعيّتك، و اجعل عمال القدر، و ولاة الحجج، مقدّمة بين يدي عملك، و نصفة منك لرعيتك؛ و ذلك أن تأمر قاضي كل بلد، و خيار أهل كل مصر، أن يختاروا لأنفسهم رجلا تولّيه أمرهم، و تجعل العدل حاكما بينه و بينهم، فإن أحسن حمدت، و إن أساء عذرت. هؤلاء عمال القدر؛ و ولاة الحجج. فلا يضيعنّ عليك ما في ذلك-إذا انتشر في الآفاق و سبق إلى الأسماع -من انعقاد ألسنة المرجفين، و كبت قلوب الحاسدين، إطفاء نيران الحروب، و سلامة عواقب الأمور، و لا ينفكنّ في ظل كرامتك نازلا، و بعرا [3] حبلك متعلّقا،