نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 16
يوم. قال: كثير!فما تصنع بها؟قلت: أتقوّت منها شيئا و أعود بباقيها على أقارب لي، فما فضل منها فعلى فقراء المسلمين. فقال: لا بأس، ارجع إلى موضعك؛ فرجعت إلى موضعي من الصف. ثم صعّد فينا و صوّب، فلم تقع عينه إلا عليّ، فدعاني؛ فقال: كم سنوك؟فقلت: ثلاث و أربعون سنة قال: الآن حين استحكمت.
ثم دعا بالطعام، و أصحابي حديثو عهد بلين العيش و قد تجوّعت له، فأتي بخبز يابس و أكسار بعير [1] ، فجعل أصحابي يعافون ذلك، و جعلت آكل فأجيد الأكل. فنظرت فإذا به يلحظني من بينهم، ثم سبقت مني كلمة تمنيت أني سخت في الأرض و لم ألفظ بها، فقلت: يا أمير المؤمنين، إن الناس يحتاجون إلى صلاحك، فلو عمدت إلى طعام هو ألين من هذا. فزجرني و قال: كيف قلت؟قلت: أقول: لو نظرت يا أمير المؤمنين إلى قوتك من الطحين فيخبز لك قبل إرادتك إياه بيوم، و يطبخ لك اللحم كذلك، فتؤتى بالخبز ليّنا و باللحم غريضا. فسكّن من غربه و قال: هذا قصدت؟ قلت: نعم. قال: يا ربيع، إنا لو نشاء لملأنا هذه الرّحاب من صلائق و سبائك و صناب، و لكني رأيت اللّه تعالى نعى على قوم شهواتهم فقال: أَذْهَبْتُمْ طَيِّبََاتِكُمْ فِي حَيََاتِكُمُ اَلدُّنْيََا وَ اِسْتَمْتَعْتُمْ بِهََا[2] ثم أمر أبا موسى أن يقرّني و أن يستبدل بأصحابي!
ابن عبد ربه يفسر غريب الخبر
قوله «لثتها على رأسي» . يقال: رجل ألوث، إذا كان شديدا، و ذلك من اللوث؛ و رجل ألوث، إذا كان أهوج، مأخوذ من اللّوثة. يقال: (لثت عمامة على رأسي) يقول: أدرتها بعضها على بعض على غير استواء.
و قوله «صلائق» هي شيء يعمل من اللحم، فمنها ما يطبخ و منها ما يشوى، يقال: صلقت اللحم، إذا طبخته، و صلقته إذا شويته.
و قوله «غريضا» يقول طريا. يقال: لحم غريض، تراد به الطراوة قال العتابي: