نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 14
وصاة أبي سفيان و زوجه لابنهما معاوية حين عمل لعمر
و لما قدم معاوية من الشام، و كان عمر قد استعمله عليها، دخل على أمه هند؛ فقالت له: يا بنيّ، إنه قلما ولدت حرة مثلك، و قد استعملك هذا الرجل، فأعمل بما وافقه أحببت ذلك أم كرهته. ثم دخل على أبيه أبي سفيان؛ فقال له: يا بنيّ، إنّ هؤلاء الرهط [1] من المهاجرين سبقونا و تأخرنا عنهم، فرفعهم سبقهم و قصّر بنا تأخّرنا، فصرنا أتباعا و صاروا قادة؛ و قد قلّدوك جسيما من أمرهم؛ فلا تخالفن أمرهم، فإنك تجري إلى أمد لم تبلغه، و لو قد بلغته لتنفّست [2] فيه.
قال معاوية: فعجبت من اتفاقهما في المعنى على اختلافهما في اللفظ.
لا برويز ينصح صاحب بيت ماله
و قال أبرويز لصاحب بيت المال: إني لا أعذرك في خيانة درهم، و لا أحمدك على صيانة ألف ألف؛ لأنك إنما تحقن بذلك دمك و تقيم أمانتك، فإنك إن خنت قليلا خنت كثيرا. و احترس من خصلتين: النّقصان فيما تأخذ، و الزيادة فيما تعطي؛ و اعلم أني لم أجعلك على ذخائر الملك و عمارة المملكة و العدّة على العدوّ، إلا و أنت عندي آمن من موضعه الذي هو فيه، و خواتمه التي هي عليه، فحقّق ظني باختياري إياك أحقق ظنّك في رجائك إياي؛ و لا تتعوّض بخير شرّا، و لا برفعة ضعة، و لا بسلامة ندامة، [و لا بأمانة خيانة] [3] .
ليزيد بن معاوية ينصح سلما حين ولاه خراسان
و لما ولّى يزيد بن معاوية سلم بن زياد خراسان قال له: إنّ أباك كفى أخاه عظيما، و قد استكفيتك صغيرا؛ فلا تتكلنّ على عذر مني فقد اتكلت على كفاية منك.
و إياك مني قبل أن أقول إياي منك؛ فإن الظن إذا أخلف مني فيك أخلف منك فيّ؛ و أنت في أدنى حظك فاطلب أقصاه، و قد أتعبك أبوك فلا تريحن نفسك.