نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 138
شعره. و أبين من ذلك كله لين شكير [1] ناصيته و عرفه.
و كانوا يقولون: إذا اشتد نفسه، و رحب متنفّسه، و طال عنقه، و اشتد حقوه، و انهرت شدقه، و عظمت فخذاه، و انشبخت [2] أنساؤه، و عظمت فصوصه، و صلبت حوافره و وقحت: ألحق بجياد الخيل.
قيل لرجل من بني أسد: أ تعرف الفرس الكريم من المقرف [3] ؟قال نعم: أما الكريم فالجواد الجيد، الذي نهز نهز العير [4] ، و أنّف تأنيف السّير، الذي إذا عدا اسلهب [5] ، و إذا قيّد اجلعبّ [6] ، و إذا انتصب اتلأبّ [7] .
و أما المقرف فإنه الذّلول الحجبة، الضخم الأرنبة، الغليظ الرقبة، الكثير الجلبة، الذي إذا أرسلته قال أمسكني، و إذا أمسكته قال أرسلني.
و كان محمد بن السائب الكلبي يحدث أنّ الصّافنات [8] الجياد المعروضة على سليمان ابن داود عليهما السلام كانت ألف فرس ورثها عن أبيه، فلما عرضت عليه ألهته عن صلاة العصر حتى توارت الشمس بالحجاب، فعرقبها إلا أفراسا لم تعرض عليه، فوفد أقوام من الأزد، و كانوا أصهاره، فلما فرغوا من حوائجهم، قالوا: يا نبيّ اللّه، إنّ أرضنا شاسعة فزوّدنا زادا يبلّغنا. فأعطاهم فرسا من تلك الخيل، و قال: إذا نزلتم منزلا فاحملوا عليه غلاما و احتطبوا؛ فإنكم لا تورون ناركم حتى يأتيكم بطعامكم. فساروا بالفرس، فكانوا لا ينزلون منزلا إلا ركبه أحدهم للقنص فلا يفلته شيء وقعت عينه من ظبي أو بقر أو حمار، إلى أن قدموا إلى بلادهم فقالوا:
«ما فرسنا إلا زاد الراكب، فسموه زاد الراكب، فأصل فحول العرب من نتاجه.
[1] الشكير: ما أطاف بالناحية من قصير الشعر و هو ممّا يستدلّ به على العنق.