responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 118

الصلح و الذمة، فلا يدخلها من أصحابك إلا من تثق بدينه. و لا يرزأ أحدا من أهلها شيئا: فإن لهم حرمة و ذمة ابتليتم بالوفاء بها كما ابتلوا بالصبر عليها، فما صبروا لكم فتولّوهم خيرا، و لا تستبصروا على أهل الحرب بظلم أهل الصلح. و إذا وطئت أدنى أرض العدو فأذك العيون بينك و بينهم، و لا يخف عليك أمرهم و ليكن عندك من العرب أو من أهل الأرض من تطمئن إلى نصحه و صدقه، فإنّ الكذوب لا ينفعك خبره و إن صدقك في بعضه، و الغاشّ عين عليك و ليس عينا لك. و ليكن منك عند دنوّك من أرض العدو أن تكثر الطلائع و تبث السرايا بينك و بينهم. فتقطع السرايا أمدادهم و مرافقهم، و تتبع الطلائع عوراتهم. و انتق للطلائع أهل الرأي و البأس من أصحابك، و تخيّر لهم سوابق الخيل، فإن لقوا عدوّا كان أول ما تلقاهم القوة من أصحابك، و تخيّر لهم سوابق الخيل؛ فإن لقوا عدوّ كان أول ما تلقاهم القوة من رأيك. و اجعل أمر السرايا إلى أهل الجهاد و الصبر على الجلاد، و لا تخص بها أحدا بهوى، فيضيع من رأيك و أمرك أكثر مما حابيت‌ [1] به أهل خاصتك. و لا تبعثن طليعة و لا سرية في وجه تتخوّف فيه غلبة أو ضيعة و نكاية [2] ؛ فإذا عاينت العدو فاضمم إليك أقاصيك و طلائعك و سراياك، و اجمع إليك مكيدتك و قوّتك، ثم لا تعاجلهم المناجزة، ما لم يستكرهك قتال، حتى تبصر عورة عدوك و مقاتله، و تعرف الأرض كلها كمعرفة أهلها، فتصنع بعدوّك كصنعه بك، ثم أذك أحراسك على عسكرك، و تحفّظ من البيات‌ [3] جهدك. و لا تؤت بأسير له عهد إلا ضربت عنقه، لترهب بذلك عدوّ اللّه و عدوك. و اللّه ولي أمرك و من معك، و وليّ النصر لكم على عدوّكم، و اللّه المستعان.

عبد الملك يوصي أميره إلى أرض الروم‌

و أوصى عبد الملك بن مروان أميرا سيره إلى أرض الروم فقال: أنت تاجر اللّه لعباده، فكن كالمضارب الكيّس‌ [4] الذي إن وجد ربحا تجر و إلا تحفّظ برأس المال.


[1] حابيت: تودّدت و أظهرت الميل.

[2] النكاية: القهر و الغلبة.

[3] البيات: الإقامة ليلا.

[4] الكيّس: العاقل اللبق.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست