نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 113
عاجلك و آجلك. قال: يا أمير المؤمنين، إنما أعتقد ما أنا عليه و لا أرغب في الإسلام. فدعا له عمر بالسيف. فلما همّ بقتله قال: يا أمير المؤمنين، شربة من ماء أفضل من قتلي على ظمأ. فأمر له بشربة من ماء. فلما أخذها قال: أنا آمن حتى أشربها؟قال: نعم. فرمى بها و قال: الوفاء يا أمير المؤمنين نور أبلج. قال: صدقت، لك التوقف عنك و النظر في أمرك؛ ارفعا عنه السيف. فلما رفع عنه. قال: الآن يا أمير المؤمنين أشهد أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا عبده و رسوله، و ما جاء به حق من عنده. قال عمر: أسلمت خير إسلام، فما أخّرك؟قال كرهت أن تظن أني أسلمت جزعا من السيف و إيثارا لدينه بالرهبة. فقال عمر: إن لأهل فارس عقولا بها استحقوا ما كانوا فيه من الملك. ثم أمر به أن يبرّ و يكرم، فكان عمر يشاوره في توجيه العساكر و الجيوش لأهل فارس.
معن و نفر من الأسرى
و هذا نظير فعل الأسير الذي أتى به معن بن زائدة في جملة الأسرى. فأمر بقتلهم، فقال له: أ تقتل الأسرى عطاشا يا معن فأمر بهم فسقوا، فلما شربوا قال:
أ تقتل أضيافك يا معن؟فخلى سبيلهم.
ملك من ملوك العجم
و ذكروا: أن ملكا من ملوك العجم كان معروفا ببعد الغور [1] و يقظة الفطنة و حسن السياسة، و كان إذا أراد محاربة ملك من الملوك وجه إليه من يبحث عن أخباره و أخبار رعيته قبل أن يظهر محاربته، فيكشف عن ثلاث خصال من حاله؛ فكان يقول لعيونه: انظروا، هل ترد على الملك أخبار رعيته على حقائقها أم يخدعه عنها المنهي ذلك إليه؟و انظروا إلى الغنى في أي صنف هو من رعيته، أ فيمن اشتدّ أنفه و قلّ شرهه، أم فيمن قلّ أنفه و اشتدّ شرهه؟و انظروا في أي صنف من رعيته