نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 106
للعرب في بعض فرسانهم
و قالوا: ما استحيا شجاع قطّ أن يفرّ من عبد اللّه بن خازم و قطريّ بن الفجاءة، صاحب الأزارقة.
و قالوا: ذهب حاتم بالسخاء، و الأحنف بالحلم، و خريم بالنعمة، و عمير بن الحباب بالشدّة.
ابن خازم مع ابن زياد في جرذ
و بينا عبد اللّه بن خازم عند عبيد اللّه بن زياد إذ دخل عليه بجرذ أبيض، فعجب منه عبيد اللّه، و قال: هل رأيت يا أبا صالح أعجب من هذا؟و نظر إليه، فإذا عبد اللّه قد تضاءل حتى صار كأنه فرخ، و اصفرّ كأنه جرادة ذكر فقال عبيد اللّه:
أبو صالح يعصى الرحمن، و يتهاون بالسلطان، و يقبض على الثعبان، و يمشي إلى الليث، و يلقى الرماح بنحره، و قد اعتراه من جرذ ما ترون، أشهد أن اللّه على كل شيء قدير.
و كان شبيب الحروريّ: يصيح في جنبات الجيش فلا يلوي أحد على أحد. و فيه يقول الشاعر:
إنّ صاح يوما حسبت الصّخر منحدرا # و الريح عاصفة و الموج يلتطم
و لما قتل أمر الحجاج بشق صدره. فإذا له فؤاد مثل فؤاد الجمل. فكانوا إذا ضربوا به الأرض ينزو كما تنزو المثانة المنفوخة [1] .
لابن عباس في الأنصار
و رجال الأنصار أشجع الناس؛ قال عبد اللّه بن عباس: ما استلّت السيوف، و لا زحفت الزحوف، و لا أقيمت الصفوف، حتى أسلم ابنا قيلة: يعني الأوس و الخزرج، و هما الأنصار من بني عمرو بن عامر من الأزد.