نام کتاب : الصناعتين الكتابه والشعر نویسنده : العسكري، أبو هلال جلد : 1 صفحه : 188
ومن الحذف الردىء قول الحارث بن حلزة «1» : والعيش خير فى ظلا ... ل النوك ممّن عاش كدّا «2» وإنما أراد: والعيش الناعم خير فى ظلال النوك من العيش الشاقّ فى ظلال العقل، وليس يدلّ لحن كلامه على هذا، فهو من الإيجاز المقصر. ومن الحذف الردىء أيضا قول الآخر «3» : أعاذل عاجل ما أشتهى ... أحبّ من الأكثر الرائث «4» يعنى عاجل ما أشتهى مع القلّة أحبّ إلىّ من رائثه مع الكثرة. ومثله قول عروة بن الورد «5» : عجبت لهم إذ يقتلون نفوسهم ... ومقتلهم عند الوغى كان أعذرا يعنى إذ يقتلون نفوسهم فى السلم. ومثله من نثر الكتّاب ما كتب بعضهم: فإنّ المعروف إذا زجا «6» كان أفضل منه إذا توافر وأبطأ. وتمام المعنى أن يقول: «إذا قل وزجا» . فترك ما به يتمّ المعنى؛ وهو ذكر القلّة. وكتب بعضهم: فما زال حتى أتلف ماله، وأهلك رجاله؛ وقد كان ذلك فى الجهاد والإبلاء أحقّ بأهل الحزم وأولى. والوجه أن يقول: فإن إهلاك المال والرجال فى الجهاد والإبلاء أفضل من فعل ذلك فى الموادعة. ومثل هذا مقصّر غير بالغ مبلغ ما تقدم فى هذا الباب من الحذف الجيّد.
نام کتاب : الصناعتين الكتابه والشعر نویسنده : العسكري، أبو هلال جلد : 1 صفحه : 188