فبلغ ذلك وغيره من هجائه قتيبة، فطلبه فهرب. وأتى أمّ قتيبة فأخذ منها كتابا إليه فى الرضى عنه وترك مؤاخذته بما كان منه، فرضى عنه، فقال له نهار: إنّ نفسى لا تسكن ولا تطيب حتّى تأمر لى بشىء، فإنى أعلم أنّك إذا اتّخذت عندى معروفا لم تكدّره. (فأعطاه) . فقال [1] : ما كان فيمن كان فى الناس قبلنا ... ولا هو فيمن بعدنا كابن مسلم أشدّ على الكفّار قتلا بسيفه ... وأكثر فينا مقسما بعد مقسم فقال له قتيبة: ألست القائل: ألا ذهب الغزو المقرّب للغنى ... ومات النّدى والغزو بعد المهلّب [2] فقال له: إنّ الذى أنت فيه ليس بالغزو ولكنّه الحشر. 948* وأمر له قتيبة بصلة فأبطأت عنه. ولقيه فقال: ولقد علمت وأنت تعلمه ... أنّ العطاء يشينه الحبس فقال: عجّلوا له الجائزة. [1] البيتان فى تاريخ الطبرى 8: 89 والأمالى 2: 199 وابن خلكان 1: 541. [2] البيت فى ابن خلكان، وهو مع آخر فى الطبرى 8: 89 والأمالى 2: 199، وهى سبعة أبيات فى الطبرى أيضا 2: 20.