ترى ربّة البهم الفرار عشيّة ... إذا ما عدا فى بهمها وهو ضائع [1] فقامت تعشّى ساعة ما تطيقها ... من الدّهر نامتها الكلاب الظّوالع [2] رأته فشكّت وهو أكحل مائل ... إلى الأرض مثنىّ إليه الأكارع [3] طوى البطن إلا من مصير يبلّه ... دم الجوف أو سؤر من الحوض ناقع [4] ترى طرفيه يعسلان كلاهما ... كما اهتزّ عود السّاسم المتتابع [5] إذا خاف جورا من عدوّ رمت به ... قصايته والجانب المتواسع [6] وإن بات وحشا ليلة لم يضق بها ... ذراعا، ولم يصبح لها وهو خاشع [7] إذا احتلّ حضنى بلدة طرّ منهما ... لأخرى، خفىّ الشّخص للرّيح تابع [8] وإن حذرت أرض عليه فإنّه ... بغرّة أخرى طيّب النّفس قانع ينام بإحدى مقلتيه ويتّقى ... المنايا بأخرى، فهو يقظان هاجع [9] إذا قام ألقى بوعه قدر طوله ... ومرّد منه صلبه وهو بائع [10] [1] البهم، بفتح الباء: الصغار من أولاد الغنم والبقر وغيرها. [2] الظوالع من الكلاب: التى تطلب السفاد، وهى لا تنام، فهى تضرب مثلا للمهتم بأمره الذى لا ينام عنه، يقال: «إذا نام ظالع الكلاب» . [3] هـ «وهو أطلس رابض» . [4] الطوى، بكسر الواو وتخفيف الياء: ضامر البطن. المصير: المعى، وهذا البيت والذى بعده فى الجمحى 130. [5] يعسلان: يهتزان، وعسل الذئب: مضى مسرعا واضطرب فى عدوه وهز رأسه. الساسم، بفتح السين غير مهموز: شجر أسود يتخذ منه السهام، وقيل هو الآبنوس. المتتابع: يقال «غصن متتابع» إذا كان مستويا لا عقد فيه. [6] القصاية: من القصو، وهو البعد. المتواسع: من السعة. وهذان المشتقان لم يذكرا فى المعاجم. وفى هـ «قصايبه» والقصائب: العظام ذوات المخ، يريد أرجله. [7] وحشا: جائعا لا طعام له. والبيت فى اللسان 8: 263. [8] حضنا البلدة: جانباها. طرّ، بالبناء للمفعول: طرد وضيق سوقا شديدا، وضبط فى ل بفتح الطاء، ولا معنى له. [9] البيت فى الخزانة 2: 197 والجمحى 130. [10] البوع، بفتح الباء، والبوع، بضمها، والباع: قدر مد اليدين وما بينهما من البدن،