نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 6 صفحه : 482
و من عضرفوط حطّ بي فأقمته # يبادر وردا من عظاء قوارب
و أمّا قوله:
25-
«و هدهد يكفره بكر»
فإنّما ذلك لأنّه كان حاجّ بكر ابن أخت عبد الواحد[صاحب][1]البكريّة، فقال له[2]: أ تخبر عن حال الهدهد بخبر؟إنه كان يعرف طاعة اللّه عزّ و جل من معصيته، و قد ترك موضعه و سار إلى بلاد سبأ، و هو و إن أطرف سليمان بذلك الخبر و قبله منه فإنّ ذنبه في ترك موضعه الذي و كلّ به، و جولانه في البلدان على حاله. و لا يكون ذلك مما يجعل ذنبه السابق إحسانا. و المعصية لا تنقلب طاعة، فلم لا تشهد عليه بالنّفاق؟قال: فإني أفعل!قال: فحكى ذلك عنه فقال: أمّا هو فقد كان سلم على سليمان و قد كان قال: لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذََاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطََانٍ مُبِينٍ[3]، فلمّا أتاه بذلك الخبر، رأى أنّه قد أدلى بحجّة، فلم يعذّبه، و لم يذبحه.
فإن كان ذنبه على حاله، فكيف يكون ما هجم عليه ممّا لم يرسل فيه و لم يقصد له حجّة؟و كيف يبقي هذا عليه.
و بكر يزعم أن الأطفال و البهائم لا تأثم، و لا يجوز أن يؤثم الله تعالى إلاّ المسيئين. فقال بشر لبكر: بأيّ شيء تستدلّ على أنّ المسيء يعلم أنه مسيء؟ قال: بخجله، و اعتذاره بتوبته. قال: فإنّ العقرب متى لسعت فرّت من خوف القتل، و هذا يدلّ على أنّها جانية، و أنت تزعم أنّ كلّ شيء عاص كافر، فينبغي للعقرب أن تكون كافرة، إذا لم يكن لها عذر في الإساءة.
1845-[الببر و النمر]
و أمّا قوله:
27- «و الببر فيه عجب عاجب # إذا تلاقى الليث و النّمر»
لأنّ الببر مسالم للأسد، و النّمر يطالبه، فإذا التقيا أعان الببر الأسد.