responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 5  صفحه : 200

فلما كان في خلافة عمر، رأى عمر على بعض بني المغيرة من أخواله، قميص حرير، فعلاه بالدّرّة[1]، فقال المغيريّ: أ و ليس عبد الرحمن بن عوف يلبس الحرير؟ قال: و أنت مثل عبد الرحمن؛ لا أمّ لك!

1502-[الاحتيال للبراغيث‌]

و احتاج أصحابنا إلى التسلّم من عضّ البراغيث، أيام كنّا بدمشق، و دخلنا أنطاكية، فاحتالوا لبراغيثها بالأسرة فلم ينتفعوا بذلك؛ لأن براغيثهم تمشي.

و براغيثهم نوعان: الأبجل و البقّ، إنما سمّوا ذلك الجنس على شبيه بما حكى لي ثمامة عن يحيى بن خالد البرمكيّ، فإنّ يحيى زعم أن البراغيث من الخلق الذي يعرض له الطيران فيستحيل بقّا، كما يعرض الطيران للنّمل، و كما يعرض الطيران للدّعاميص؛ فإن الدعاميص إذا انسلخت صارت فراشا.

فكان أصحابنا قد لقوا من تلك البراغيث جهدا. و كانت لها بليّة أخرى: و ذلك أن الذي تسهره البراغيث لا يستريح إلا أن يقتلها بالعرك و القتل. و إلى أن يقبض عليها فيرمي بها إلى الأرض من فوق سريره فيرى أنهنّ إذا صرن عشرين كان أهون عليه من أن يكن إحدى و عشرين. فكان الرجل إذا رام ذلك من واحدة منها نتنت يده و كانوا ملوكا، و مثل هذا شديد على مثلهم، فما زالوا في جهد منها حتى لبسوا قمص الحرير الصّينيّ، و جعلوها طويلة الأردان و الأبدان فناموا مستريحين‌[2].

1503-[خروج القمل من جسم الإنسان‌]

و خبّرني كم شئت من أطبّاء الناس و أصحاب التجارب، منهم من يقشعر من الكذب، و يتقزز منه-أنهم رأوا القمل عيانا و هو يخرج من جلد الإنسان. فإذا كان الإنسان قملا كان قمله مستطيلا، في شبيه بخلقة الديدان الصغار البيض.

و يذكر أن مثل ذلك قد كان عرض لأيوب النبي، صلّى اللّه عليه و سلّم، حين كان امتحن بتلك الأوجاع حتى سمّي: «المبتلى» و خبّرني شيخ من بني ليث، أنه اعتراه جرب، و أنه تطلّى بالمرتك‌[3]و الدّهن، [1]الدرة: درة السلطان التي يضرب بها.

[2]الخبر باختصار في ربيع الأبرار 5/479.

[3]المرتك: هو المردارسنج، و يكون من سائر المعادن المطبوخة إلا الحديد. انظر معجم استينجاس 1212.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 5  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست