responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 467

و ربداء يكفيها الشّميم و ما لها # سوى الرّبد من أنس بتلك المجاهل‌

يخبر أنّ النّعامة لا تستأنس بشي‌ء من الوحش، و أنّ الشّمّ يغنيها في فهم ما تحتاج إليه.

و هي مع ذلك إذا صارت إلى دور النّاس، فليس معها من الوحشة منهم، على قدر ما يذكرون.

و في الوحش ما يأنس، و فيها ما لا يأنس. و قال كثيّر[1]: [من الطويل‌]

فأقسمت لا أنساك ما عشت ليلة # و إن شحطت دار و شطّ مزارها

و ما استنّ رقراق السّراب و ما جرت # ببيض الرّبا أنسيّها و نوارها[2]

و وصف بلادا قفارا غير مأنوسة فقال‌[3]: [من الخفيف‌]

ما ترى العين حولها من أنيس # قربها غير رابدات الرّئال‌[4]

خصّها بالذّكر؛ لأنها أنفر و أشرد، و أقلّ أنسا من جميع الوحش.

و قال الأحيمر[5]: كنت آتي الظّبي حتى آخذ بذارعيه؛ و ما كان شي‌ء من بهائم الوحش ينكرني إلاّ النّعام. و أنشد قول ذي الرّمّة[6]: [من الطويل‌]

و كلّ أحمّ المقلتين كأنّه # أخو الإنس من طول الخلاء المغفّل‌[7]


[1]ديوان كثير 430-431.

[2]استن: اضطرب. النور: النافر الذي لا يستأنس من الحيوان.

[3]ديوان كثير 398.

[4]رابدات: مقيمات. الرئال: فراخ النعام.

[5]هو الأحيمر السعدي، و تمام الخبر في عيون الأخبار 2/88: «كنت حين خلعني قومي و أطلّ السلطان دمي، و هربت و ترددت في البوادي، ظننت أني قد جزت نخل وبار أو قريب منها، و ذلك أني كنت أرى النوى في رجع الذئاب، و كنت أغشى الظباء و غيرها من بهائم الوحش، فلا تنفر مني، لأنها لم تر أحدا قبلي، و كنت أمشي إلى الظبي السمين فآخذه، و على ذلك رأيت جميع تلك الوحوش إلا النعام، فإنه لم أره إلا نافرا فزعا» .

[6]ديوان ذي الرمة 1462، و عيون الأخبار 2/88، و المعاني الكبير 754، و جمهرة الأمثال 2/317، و شرح ديوان الحماسة للتبريزي 1/343.

[7]في ديوانه «يريد: و كل ثور أسود العينين كأنه أخو الإنس لا ينحاش من الناس، لا يفزع منهم لأنه لا يعرفهم» و المغفل: الذي لا علامة فيه و لا أثر.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 467
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست