له برد أسود يلبسه في الصيف و الشتاء، فهجاه بعض الطياب من الشعراء فقال في قصيدة له:
بع بردك الأسود قبل البرد # في قرة تأتيك صما صرد
و كان لجربان [1] قميص بشار الأعمى وجبته لبنتان، فكان إذا أراد نزع شيء منها أطلق الأزرار فسقطت الثياب على الأرض، و لم ينزع قميصه من جهة رأسه قط.
و قدّويه العدوي الشحّاجيّ، لم يلبس قط قميصا، و هو اليوم حي، و هو شيخهم، و هو شيخ كبير.
و سعيد بن العاصي الجواد الخطيب، لم ينزع قميصه قط. فقدويه الشحاجي ضد سعيد بن العاصي الأموي. و قال الحطيئة:
سعيد فلا يغررك قلة لحمه # تخدّد عنه اللحم فهو صليب
و كان شديد السواد نحيفا.
و من شأن المتكلمين أن يشيروا بأيديهم و أعناقهم و حواجبهم. فإذا أشاروا بالعصي فكأنهم قد وصلوا بأيديهم أيديا أخر. و يدل على ذلك قول الأنصاري حيث يقول:
و سارت لنا سيارة ذات سؤدد # بكوم المطايا و الخيول الجماهر [2]
يؤمون ملك الشام حتى تمكنوا # ملوكا بأرض الشام فوق المنابر
يصيبون فصل القول في كل خطبة # إذا وصلوا إيمانهم بالمخاصر
و قال الكميت بن زيد:
و نزور مسلمة المهذّ # ب بالمؤبّدة السوائر
[1] الجربان: جيب القميص.
[2] الكوم: فردها كوماء و هي الناقة العالية السنام. الجماهير المجتمع الكثير.