نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 6
مقامات الصّلح وسل السخيمة [1] ، و القول عند المعاقدة و المعاهدة، و ترك اللفظ يجري على سجيته و على سلامته، حتى يخرج على غير صنعة و لا اجتلاب تأليف، و لا التماس قافية، و لا تكلف لوزن. مع الذي عابوا من الاشارة بالعصي، و الاتكاء على أطراف القسيّ، و خدّ وجه الأرض بها، و اعتمادها عليها إذا اسحنفرت [2] في كلامها، و افتنّت يوم الحفل في مذاهبها، و لزومهم العمائم في أيام الجموع، و أخذ المخاصر في كل حال، و جلوسها في خطب النّكاح، و قيامها في خطب الصلح و كل ما دخل في باب الحمالة، و أكدّ شأن المحالفة، و حقق حرمة المجاورة، و خطبهم على رواحلهم في المواسم العظام، و المجامع الكبار. و التماسح بالأكفّ، و التحالف على النار، و التعاقد على الملح، و أخذ العهد المؤكد و اليمين الغموس مثل قولهم: ما سرى نجم و هبّت ريح، و بلّ بحر صوفة [3] ، و خالفت جرّة درة [4] . و لذلك قال الحارث ابن حلزة اليشكري:
و اذكروا حلف ذي المجاز و ما قـ # دّم فيه: العهود و الكفلاء
حذر الخون و التعدي و هل # تنقض ما في المهارق الأهواء
الخون: الخيانة. و يروى: «الجور» .
و قال أوس بن حجر:
إذا استقبلته الشمس صدّ بوجهه # كما صدّ عن نار المهول حالف