و قال جرير في هجائه بني حنيفة:
أصحاب نخل و حيطان و مزرعة # سيوفهم خشب فيها مساحيها [1]
قطع الدبار و سقي النخل عادتهم # قدما و ما جاوزت هذا مساعيها [2]
لو قيل اين هوادي الخيل ما عرفوا # قالوا لأعجازها هذي هواديها
أو قلت إن حمام الموت آخذكم # أو تلجموا فرسا قامت بواكيها
لما رأت خالدا بالعرض اهلكها # قتلا و اسلمها ما قال طاغيها
دانت و اعطت يدا للسلم طائعة # من بعد ما كاد سيف اللّه يفنيها
و قال سلامة بن جندل:
كنا إذا ما أتانا صارخ فزع # كان الصراخ له قرع الظنابيب
و يقال للخاطب إذا كان مرغوبا فيه كريما: ذاك الفحل الذي لا يقرع أنفه. لأن الفحل اللئيم إذا هبّ على الناقة الكريمة ضربوا وجهه بالعصا.
و قال الآخر:
كأنها إذ رفعت عصاها # نعامة أوحدها رألاها [3]
و ممن أضافوه إلى عصاه داود ملكين اليشكري، و كان ولي شرط البصرة.
و جاء في الحديث أن أبا بكر رحمه اللّه أفاض من جمع و هو يخرش بعيره بمحجنه.
و قال الأصمعي: المحجن: العصا المعوجّة.
[1] المسحاة: المجرفة.
[2] الدبار: الساقية.
[3] الرأل: فرخ النعامة. أوحدها: تركها وحدها.