نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 272
و قال الآخر:
ألهى بني تغلب عن كل مكرمة # قصيدة قالها عمرو بن كلثوم
و مما يدلّ على قدر الشعر عندهم بكاء سيد بني مازن، مخارق بن شهاب حين أتاه محرز بن المكعبر العنبري الشاعر فقال: إن بني يربوع قد أغاروا على إبلي فاسع لي فيها؟فقال: و كيف و أنت جار وردان بن مخرمة؟فلما ولىّ عنه محرز محزونا بكى مخارق حتى بل لحيته، فقالت له ابنته: ما يبكيك؟فقال:
و كيف لا أبكي و قد استغاثني شاعر من شعراء العرب فلم أغثه؟و اللّه لئن هجاني ليفضحني قوله، و لئن كف عني ليقتلني شكره!ثم نهض فصاح في بني مازن فردت عليه إبله.
أقول و قد بزّت بتعشار بزة # لوردان جدّ الآن فيها أو العب [2]
فعضّ الذي أبقى المواسي من أمه # خفير رآها لم يشمّر و يغضب [3]
إذا نزلت وسط الرباب و حولها # إذا حصّنت ألفا سنان محرّب [4]
حميت خزاعيا و افناء مازن # و وردان يحمي عن عدي بن جندب [5]
ستعرفها ولدان ضبّة كلها # بأعيانها مردودة لم تغيّب
قال: وفد رجل من بني مازن على النعمان بن المنذر، فقال له النعمان: مخارق بن شهاب فيكم؟قال: سيد كريم، و حسبك من رجل يمدح تيسه و يهجو ابن عمه!ذهب إلى قوله:
ترى ضيفها فيها يبيت بغبطة # و جار ابن قيس جائع يتحوّب [6]