سأترك ما أخاف علي منه # مقالته و أجمله السكوت
أبى لي ذاك آباء كرام # و أجداد تمجدهم ربيت
و قال السحيميّ:
ما لي وجه في اللئام و لا يد # و لكن وجهي في الكرام عريض
أهشّ إذا لاقيتهم و كأنني # إذا أنا لاقيت اللئام مريض
و قال ابن كناسة:
في انقباض و حشمة فإذا # لاقيت أهل الوفاء و الكرم
خليت نفسي على سجيتها # و قلت ما قلت غير محتشم
و قال عبد الرحمن بن الحكم:
و كأس نرى بين الإناء و بينها # قذى العين قد نازعت أمّ أبان
ترى شاربيها حين يعتقبانها # يميلان أحيانا و يعتدلان
فما ظنّ ذا الواشي بأبيض ماجد # و بدّاء خود حين يلتقيان [1]
و قال رمّاح بن ميّادة-و كان الأصمعي يقول: ختم الشعر بالرماح. و أظن النابغة أحد عمومته-:
ألا ربّ خمار طرقت بسدفة # من الليل مرتادا لندماني الخمرا
فأنهلته خمرا و أحلف أنها # طلاء حلال كي يحملني الوزرا [2]
و قال آخر:
و لقد شربت الخمر حتى خلتني # لما خرجت أجرّ فضل المئزر
قابوس أو عمرو بن هند قاعدا # يجبى له ما بين دارة قيصر
في فتية بيض الوجوه خضارم # عند الندام عشيرهم لم يخسر [3]
[1] البداء: الكثيرة لحم الفخذين: الفتاة الحسنة الخلق.
[2] الطلاء: ما طبخ من عصير العنب حتى ذهب ثلثاه.
[3] خضارم: جواد، كثير العطاء.