نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 100
و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لأزواجه: «أسرعكن بي لحاقا أطولكن يدا» . فكانت عائشة تقول: أنا تلك، أنا أطولكن يدا. فكانت زينب بنت جحش، و ذلك أنها كانت امرأة كثيرة الصدقة، و كانت صناعا تصنع بيديها و تبيعه و تتصدق به.
قال الشاعر:
و ما إن كان أكثرهم سواما # و لكن كان أطولهم ذراعا
قال: كان الحسن يقول: ما أنعم اللّه على عبد نعمة إلا و عليه فيها تبعة، إلا ما كان من نعمته على سليمان صلّى اللّه عليه و سلّم، فإن اللّه عز و جل قال عند ذكره: هََذََا عَطََاؤُنََا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسََابٍ .
قال: باع عبد اللّه بن عتبة بن مسعود أرضا بثمانين ألفا، فقيل له: لو اتخذت لولدك من هذا المال ذخرا. قال: «إنما أجعل هذا المال ذخرا لي عند اللّه، و اجعل اللّه ذخرا لولدي» . و قسم المال.
و قال رجل: صحبت الربيع بن خثيم سنتين فما كلمني إلا كلمتين، قال لي مرة: أمك حية؟و قال لي مرة أخرى: كم في بني تميم من مسجد؟ و قال أبو فروة: كان طارق صاحب شرط خالد بن عبد اللّه القسري مر بابن شبرمة، و طارق في موكبه، فقال ابن شبرمة:
فإن كانت الدنيا تحبّ فإنها # سحابة صيف عن قليل تقشّع
اللهم لي ديني و لهم دنياهم. فاستعمل ابن شبرمة بعد ذلك على القضاء فقال ابنه: أتذكر قولك يوم مر طارق في موكبه؟فقال: يا بني، إنهم يجدون مثل أبيك، و لا يجد أبوك مثلهم. يا بني، إن أباك أكل من حلوائهم و حط في أهوائهم.
قال الحسن: من خاف اللّه أخاف اللّه منه كل شيء، و من خاف الناس أخافه اللّه من كل شيء.
و قال الحسن ما أعطى رجل من الدنيا شيئا إلا قيل له خذه و مثله من الحرص
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 100