responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 2  صفحه : 41

على النار، ما فيه سفهاؤكم و يشتمل عليه حلماؤكم، من الأمور العظام ينبت فيها الصغير، و لا ينحاش‌ [1] عنها الكبير، كأنكم لم تقرءوا كتاب اللّه، و لم تسمعوا ما أعدّ اللّه من الثواب الكريم لأهل طاعته، و العذاب الأليم لأهل معصيته، في الزمن السرمد الذي لا يزول، أ تكونون كمن طرفت عينه الدنيا، و سدّت مسامعه الشهوات، و اختار الفانية على الباقية، و لا تذكرون أنكم أحدثتم في الاسلام الحدث الذي لم تسبقوا إليه من ترككم الضعيف يقهر و يؤخذ ماله، و هذه المواخير المنصوبة و الضعيفة المسلوبة في النهار المبصر، و العدد غير قليل. أ لم تكن منهم نهاة تمنع الغواة عن دلج الليل و غارة النهار؟!أقربتم القرابة، و باعدتم الدين، تعتذرون بغير العذر، و تغضون على المختلس.

أ ليس كل امرئ منكم يذب عن سفيهه، صنع من لا يخاف عاقبة و لا يرجو معادا. ما أنتم بالحلماء، و لقد اتبعتم السفهاء، فلم يزل بكم ما ترون من قيامكم دونهم حتى انتهكوا حرم الاسلام، ثم اطرقوا وراءكم كنوسا في مكانس الريب. حرام عليّ الطعام و الشراب حتى أسوّيها بالأرض، هدما و احراقا. إني رأيت آخر هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوّله: لين في غير ضعف، و شدة في غير عنف. و إني أقسم باللّه لآخذنّ الولي بالولي، و المقيم بالظاعن، و المقبل بالمدبر، و المطيع بالعاصي، و الصحيح منكم في نفسه بالسقيم، حتى يلقى الرجل منكم أخاه فيقول: أنج سعد فقد هلك سعيد، أو تستقيم لي قناتكم. إن كذبة المنبر بلقاء مشهورة، فإذا تعلقتم عليّ بكذبة فقد حلت لكم معصيتي، و إذا سمعتموها مني فاغتمزوها فيّ‌ [2] و اعلموا أن عندي أمثالها. من نقب منكم عليه فأنا ضامن لما ذهب منه. فإياي و دلج الليل، فإني لا أوتى بمدلج إلا سفكت دمه. و قد أجلتكم في ذلك بمقدار ما يأتي الخبر الكوفة و يرجع اليكم. و إيّاي و دعوة الجاهلية، فإني لا آخذ داعيه بها إلا قطعت لسانه. و قد أحدثتم احداثا لم تكن، و قد أحدثنا لكل ذنب عقوبة: فمن غرّق قوما غرّقناه، و من أحرق قوما أحرقناه، و من نقب بيتا نقبنا عن قلبه، و من نبش


[1] انحاش: نفر، ارتد.

[2] اغتمز: استضعف.

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 2  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست