نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 2 صفحه : 233
أمكنني ذلك في جميع قومك لفعلت. قال: فقلت: أكون متواريا أو ظاهرا؟ قال: كن متواريا كظاهر.
فكنت و اللّه أكتب إليه كما يكتب الرجل إلى أبيه و عمه. قال: فلما فرغ من الحديث رددت إليه طيلسانه، فقال: مهلا، إن ثيابنا إذا فارقتنا لم ترجع إلينا.
و من أحاديث النوكى.
حديث أبي سعيد الرفاعي: سئل عن الدنيا و الدائسة، فقال: أما الدنيا فهذه الذي أنتم فيها، و أما الدائسة فهي دار أخرى بائنة من هذه الدار، لم يسمع أهلها بهذه الدار و لا بشيء من أمرها، و كذلك نحن لم نسمع بشيء من أمرها، إلا أنه قد صحّ عندنا إن بيوتهم من قثاء، و سقوفهم من قثاء و أنعامهم من قثاء، و خيلهم من قثاء، و هم أنفسهم من قثاء، و قثاءهم أيضا من قثاء. قالوا له: يا أبا سعيد، زعمت أن أهل تلك الدار لم يسمعوا بهذه الدار و لا بشيء من أمرها، و كذلك نحن لهم، و أراك تخبرنا عنهم بأخبار كثيرة. قال: فمن ثمّ أعجب زيادة.
قالوا: ذمّ رجل عند الأحنف الكمأة بالسمن، فقال الأحنف: «ربّ ملوم لا ذنب له» .
عبد اللّه بن مسلم، عن شبّة بن عقال، إن رجلا قال في مجلس عبيد اللّه بن زياد: ما أطيب الأشياء؟فقال رجل: ما شيء أطيب من تمرة نرسيان كأنها من آذان النوكى عليتها بزبدة [1] .
و قال أوس بن جابر لابن عامر:
ظلت عتاب النوك تخفق فوقه # رخو طفاطفه قديم الملعب [2]
قد ظلّ يوعدني و عين وزيره # خضراء خاسفة كعين العقرب