نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 2 صفحه : 138
و قال آخر: كان شيخ يأتي ابن المقفع، فالح عليه يسأله الغداء عنده و في ذلك يقول: إنك تظن أني أتكلف لك شيئا؟لا و اللّه لا اقدم إليك إلا ما عندي. فلما أتاه إذ ليس عنده إلا كسرة يابسة و ملح جريش. و وقف سائل بالباب فقال له: بورك فيك!فلما لم يذهب قال: و اللّه لئن خرجت إليك لأدقن ساقيك!فقال ابن المقفع للسائل: إنك لو تعرف من صدق وعيده مثل الذي أعرف من وعده لم تراده كلمة، و لم تقف طرفة.
قال: و كان يقال: أول العلم الصمت، و الثاني الاستماع، و الثالث الحفظ، و الرابع العمل به، و الخامس نشره.
و قال آخر: كان يقال: لا وحشة أوحش من عجب، و لا ظهير أعون من مشورة، و لا فقر أشد من عدم العقل.
و قال مورّق العجليّ: ضاحك معترف بذنبه، خير من باك مدلّ على ربه.
و قال: خير من العجب بالطاعة، ألا تأتي الطاعة.
و قال شبيب لأبي جعفر: إن اللّه لم يجعل فوقك أحدا، فلا تجعلنّ فوق شكرك شكرا.
و قال آخر لأبي جعفر في أول ركبة ركبها: إن اللّه قد رأى ألا يجعل أحدا فوقك، فتر نفسك أهلا ألا يكون أحد أطوع للّه منك.
و سفه رجل على ابن له فقال له ابنه: و اللّه لأنا أشبه بك منك بأبيك، و لأنت أشد تحصينا لأمي من أبيك لأمك.
و قال عمرو بن عبيد لأبي جعفر: إن اللّه قد وهب لك الدنيا بأسرها، فاشر نفسك منه ببعضها.
و قال الأحنف: ثلاثة لا أناة فيهن عندي. قيل: و ما هن يا أبا بحر؟ قال: المبادرة بالعمل الصالح، و إخراج ميتك، و أن تنكح الكفء أيّمك.
و كان يقول: لأفعى تحكّك في ناحية بيتي أحب إلي من أيّم رددت عنها كفؤا.
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 2 صفحه : 138