بعيدة شأو، لا يكاد يردها # لها طالب حتى يكلّ و يظلعا
إذا خفت أن تروى عليّ رددتها # وراء التراقي خشية أن تطلعا
و جشمني خوف ابن عفان ردها # فثقفتها حولا حريدا و مربعا
و قد كان في نفسي عليها زيادة # فلم أر إلا أن أطيع و أسمعا
و لا حاجة بنا مع هذه الفقر إلى الزيادة في الدليل على ما قلنا، و لذلك قال الحطيئة: «خير الشعر الحولي المحكك» . و قال الأصمعي: «زهير بن أبي سلمى، و الحطيئة و أشباههما، عبيد الشعر» . و كذلك كل من جوّد في جميع شعره، و وقف عند كل بيت قاله، و أعاد فيه النظر حتى يخرج أبيات القصيدة كلها مستوية في الجودة. و كان يقال: لو لا إن الشعر قد كان استعبدهم و استفرغ مجهودهم حتى أدخلهم في باب التكلف و أصحاب الصنعة، و من يلتمس قهر الكلام، و اغتصاب الألفاظ، لذهبوا مذهب المطبوعين، الذين