نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 79
قال: فكان يجعل السين شيئا و الطاء تاء، فيقول: «فتى زاده الشلتان» .
و منهم سحيم عبد بني الحسحاس، قال له عمر بن الخطاب رحمه اللّه و أنشد قصيدته التي يقول أولها:
عميرة ودع إن تجهزت غاديا # كفى الشيب و الإسلام للمرء ناهيا
فقال له عمر: لو قدمت الإسلام على الشيب لأجزتك. فقال له: ما سعرت. يريد ما شعرت، جعل الشين المعجمة سينا غير معجمة.
و منهم عبيد اللّه بن زياد والي العراق، قال لهانئ بن قبيصة: أهرري سائر اليوم!يريد أ حروري.
و منهم صهيب بن سنان النمري، صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان يقول: إنك لهائن، يريد إنك لخائن. و صهيب بن سنان يرتضخ لكنة رومية، و عبيد اللّه بن زياد يرتضخ لكنة فارسية، و قد اجتمعا على جعل الحاء هاء.
و ازدانقاذار لكنته لكنة نبطية، و كان مثلهما في جعل الحاء هاء. و بعضهم يروي أنه أملى على كاتب له فقال: اكتب: «الهاصل ألف كر [1] » فكتبها الكاتب بالهاء كاللفظ بها فأعاد عليه الكلام، فأعاد الكاتب. فلما فطن لاجتماعهما على الجهل قال: أنت لا تهسن أن تكتب، و أنا لا أهسن أن أملي، فاكتب: «الجاصل ألف كر» : فكتبها بالجيم معجمة.
و منهم أبو مسلم صاحب الدعوة، و كان حسن الألفاظ جيد المعاني، و كان إذا أراد أن يقول: قلت لك، قال: كلت لك. فشارك في تحويل القاف كافا عبيد اللّه بن زياد. كذلك خبرنا أبو عبيدة.
قال: و إنما أتي عبيد اللّه بن زياد في ذلك أنه نشأ في الأساورة عند شيرويه الاسواري، زوج أمه مرجانة.