responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 66

زمر المروءة لئيم الخال، حديث الغنى» ، فلما رأى أنه خالف قوله الآخر قوله الأول، و رأى الإنكار في عيني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال: «يا رسول اللّه، رضيت فقلت أحسن ما علمت، و غضبت فقلت أقبح ما علمت، و ما كذبت في الأولى و لقد صدقت في الآخرة» . فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عند ذلك: «إن من البيان لسحرا» .

فهاتان الخصلتان خصت بهما إياد و تميم، دون جميع القبائل.

و دخل الأحنف بن قيس على معاوية بن أبي سفيان، فأشار له إلى الوساد فقال له: اجلس. فجلس على الأرض، فقال له معاوية: و ما منعك يا أحنف من الجلوس على الوساد؟فقال يا أمير المؤمنين، إن فيما أوصى به قيس بن عاصم المنقري ولده أن قال: «لا تغش السلطان حتى يملك، و لا تقطعه حتى ينساك، و لا تجلس له على فراش و لا وساد، و اجعل بينك و بينه مجلس رجل أو رجلين، فإنه عسى أن يأتي من هو أولى بذلك المجلس منك فتقام له، فيكون قيامك زيادة له، و نقصانا عليك» . حسبي بهذا المجلس يا أمير المؤمنين، لعله إن يأتي من هو أولى بذلك المجلس مني، فقال معاوية:

«لقد أوتيت تميم الحكمة، مع رقة حواشي الكلم» . و أنشأ يقول:

يا أيها السائل عما مضى # و علم هذا الزمن العائب

إن كنت تبغي العلم أو أهله # أو شاهدا يخبر عن غائب

فاعتبر الأرض بسكانها # و اعتبر الصاحب بالصاحب‌

و ذهب الشاعر في مرثية أبي دؤاد في قوله:

و أصبر من عود و أهدى إذا سرى # من النجم في داج من الليل غيهب‌

إلى شبيه بقول جبار بن سلمى بن مالك بن جعفر بن كلاب، حين وقف على قبر عامر بن الطفيل فقال: «كان و اللّه لا يضل حتى يضل النجم، و لا

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست