نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 38
ما لي أشايع غزالا له عنق # كنقنق الدوّ إن ولى و إن مثلا [1]
عنق الزرافة ما بالي و بالكم # أ تكفرون رجالا أكفروا رجلا
فلما هجا واصلا و صوب رأي إبليس في تقديم النار على الطين، و قال:
الأرض مظلمة و النار مشرقة # و النار معبودة مذ كانت النار
و جعل واصل بن عطاء غزالا، و زعم أن جميع المسلمين كفروا بعد وفاة الرسول صلّى اللّه عليه و آله، فقيل له: و علي أيضا؟فأنشد:
و ما شر الثلاثة أم عمرو # بصاحبك الذي لا تصبحينا
قال واصل بن عطاء عند ذلك: «أ ما لهذا الأعمى الملحد المشنف [2]
المكني بأبي معاذ من يقتله. أما و اللّه لو لا أن الغيلة سجية من سجايا الغالية [3] ، لبعثت إليه من يبعج بطنه على مضجعه، و يقتله في جوف منزله و في يوم حفله، ثم كان لا يتولى ذلك منه إلا عقيلي أو سدوسي» .
قال إسماعيل بن محمد الأنصاري، و عبد الكريم بن روح الغفاري: قال أبو حفص عمر بن أبي عثمان الشمري: أ لا تريان كيف تجنب الراء في كلامه هذا و أنتما للذي تريان من سلامته و قلة ظهور التكلف فيه لا تظنان به التكلف، مع امتناعه من حرف كثير الدوران في الكلام. أ لا تريان أنه حين لم يستطع أن يقول بشار، و ابن برد، و المرعث، جعل المشنف بدلا من المرعث، و الملحد بدلا من الكافر، و قال: لو لا أن الغيلة سجية من سجايا الغالية، و لم يذكر المنصورية و لا المغيرية [4] ، لمكان الراء، و قال: لبعثت إليه من يبعج بطنه، و لم يقل: لأرسلت إليه، و قال: على مضجعه، و لم يقل: على فراشه.
[1] النقنق، بكسر النونين: ذكر النعام، و الدو و الدوية و الداوية: الفلاة.
[2] المشنف: الذي لبس الشنف، و هو بالفتح: القرط في الأذن.
[3] الغالية: فرقة من فرق الشيعة غالت في آرائها (انظر: فرق الشيعة للنوبختي، و الفرق بين الفرق للبغدادي) .
[4] المنصورية: إحدى فرق الشيعة الغالية، نسبة إلى أبي منصور العجلي الكوفي قال بنبوة علي و أبنائه ثم ادعى النبوة، فتبرأ منه جعفر الصادق.
و المغيرية: إحدى فرق الشيعة الغالية، نسبة إلى المغيرة بن سعيد مولى خالد بن عبد اللّه العشيري، ادعى النبوة و إحياء الموتى و قال بالتناسخ. فقتله خالد بن عبد اللّه القسري (انظر: فرق الشيعة للنوبختي) .
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 38