نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 33
أنى جزوا عامرا سوأى بفعلهم # أم كيف يجزونني السوأى من الحسن
أم كيف ينفع ما تعطي العلوق به # رئمان أنف إذا ما ضن باللبن
رئمان، أصله الرقة و الرحمة. و الرءوم أرق من الرءوف. فقال: «رئمان أنف» ، كأنها تبر ولدها بأنفها و تمنعه اللبن.
و لأن العرب تجعل الحديث و البسط، و التأنيس و التلقي بالبشر، من حقوق القرى و من تمام الإكرام به. و قالوا: «من تمام الضيافة الطلاقة عند أول وهلة، و إطالة الحديث عند المواكلة» . و قال شاعرهم، و هو حاتم الطائي:
سلي الجائع الغرثان يا أم منذر # إذا ما أتاني بين ناري و مجزري
هل أبسط وجهي أنه أول القرى # و أبذل معروفي له دون منكري
و قال الآخر.
إنك يا ابن جعفر خير فتى # و خيرهم لطارق إذا أتى
و رب نضو طرق الحي سرى # صادف زادا و حديثا ما اشتهى
إن الحديث جانب من القرى
و قال الآخر:
لحافي لحاف الضيف و البيت بيته # و لم يلهني عنه غزال مقنع
أحدثه إن الحديث من القرى # و تعلم نفسي أنه سوف يهجع