نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 307
و أوصيته فيكم بخلاف ما أوصى به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في الأنصار. إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أوصى أن يقبل من محسنهم، و يتجاوز عن مسيئهم، ألا و إني قد أوصيته ألا يقبل من محسنكم و لا يتجاوز عن مسيئكم. ألا و إنكم ستقولون بعدي مقالة ما يمنعكم من إظهارها إلا مخافتي. ستقولون بعدي: لا أحسن اللّه له الصحابة!ألا و إني معجل لكم الإجابة، لا أحسن اللّه عليكم الخلافة» . ثم نزل.
و كان يقول في خطبته: «أيها الناس، إن الكف عن محارم اللّه أيسر من الصبر على عذاب اللّه» .
و قال عمرو بن عبيد رحمه اللّه: كتب عبد الملك بن مروان وصية زياد بيده و أمر الناس بحفظها و تدبّر معانيها، و هي: «إن اللّه عزّ و جلّ جعل لعباده عقولا عاقبهم بها على معصيته، و أثابهم بها على طاعته، فالناس بين محسن بنعمة اللّه عليه، و مسيء بخذلان اللّه إياه. و للّه النعمة على المحسن، و الحجة على المسيء. فما أولى من تمت عليه النعمة في نفسه، و رأى العبرة في غيره، بأن يضع الدنيا بحيث وضعها اللّه فيعطي ما عليه منها، و لا يتكثر مما ليس له فيها، فإن الدنيا دار فناء، و لا سبيل إلى بقائها، و لا بد من لقاء اللّه عز و جل. فأحذركم اللّه الذي حذركم نفسه، و أوصيكم بتعجيل ما أخرته العجزة، قبل أن تصيروا إلى الدار التي صاروا إليها، فلا تقدروا فيها على توبة، و ليست لكم منها أوبة. و أنا أستخلف اللّه عليكم، و أستخلفه منكم» .
و قد روي هذا الكلام عن الحجاج، و زياد أحق به منه.
قال جرير:
تكلّفني ردّ الفوائت بعد ما # سبقن كسبق السيف ما قال عاذله
و قال الكميت بن معروف:
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 307