responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 294

المعلى. ثم قص في مسجده أبو علي الاسواري، و هو عمرو بن فائد [1] ، ستا و ثلاثين سنة، فابتدأ لهم في تفسير سورة البقرة، فما ختم القرآن حتى مات، لأنه كان حافظا للسير، و لوجوه التأويلات فكان ربما فسر آية واحدة في عدة أسابيع، كأن الآية ذكر فيها يوم بدر، و كان هو يحفظ مما يجوز أن يلحق في ذلك الأحاديث كثيرا. و كان يقص في فنون من القصص، و يجعل للقرآن نصيبا من ذلك. و كان يونس بن حبيب يسمع منه كلام العرب، و يحتجّ به. و خصاله المحمودة كثيرة.

ثم قص من بعده القاسم بن يحيى، و هو أبو العباس الضرير، لم يدرك في القصاص مثله. و كان يقص معهما. و بعدهما مالك بن عبد الحميد المكفوف، و يزعمون أن أبا عليّ لم تسمع منه كلمة غيبة قط، و لا عارض أحدا قط من المخالفين و الحساد و البغاة بشي‌ء من المكافأة.

فأما صالح المري، فكان يكنى أبا بشر، و كان صحيح الكلام رقيق المجلس. فذكر أصحابنا أن سفيان بن حبيب‌ [2] ، لما دخل البصرة و توارى عند مرحوم العطار قال له مرحوم: هل لك أن تأتي قاصّا عندنا هاهنا، فتتفرّج بالخروج و النظر إلى الناس، و الاستماع منه؟فأتاه على تكرّه، كأنه ظنه كبعض من يبلغه شأنه، فلما أتاه و سمع منطقه، و سمع تلاوته للقرآن، و سمعه يقول حدثنا شعبة [3] عن قتادة، و حدثنا قتادة عن الحسن، رأى بيانا لم يحتسبه، و مذهبا لم يكن يظنّه، فأقبل سفيان على مرحوم فقال: ليس هذا قاصّا، هذا نذير!


[1] هو عمرو بن قائد الاسواري معتزلي أخذ عن عمرو بن عبيد و اتصل بأمير البصرة محمد بن سليمان. مات بعد سنة 200 هـ بقليل.

[2] سفيان بن حبيب، محدث بصري ثقة، توفي سنة 183 هـ.

[3] شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الأزدي الواسطي البصري، راوية و محدث كثير الرواية.

عاش بين سنتي 82-160 هـ.

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست