و من أمثال العامة: «أحمق من معلم كتّاب» . و قد ذكرهم صقلاب فقال:
و كيف يرجّى الرأي و العقل عند من # يروح على أنثى و يغدو على طفل
و في قول بعض الحكماء: «لا تستشيروا معلما و لا راعي غنم و لا كثير القعود مع النساء» . و قالوا: «لا تدع أم صبيك تضربه، فإنه أعقل منها و إن كانت أسن منه» . و قد سمعنا في المثل: «أحمق من راعي ضأن ثمانين» .
فأما استحماق رعاة الغنم في الجملة فكيف يكون ذلك صوابا و قد رعى الغنم عدة من جلة الأنبياء صلى اللّه عليهم. و لعمري إن الفدّادين من أهل الوبر و رعاة الإبل ليتنبلون على رعاة الغنم، و يقول أحدهم لصاحبه: «إن كنت كاذبا فحلبت قاعدا» . و قال الآخر:
[1] طرق الجاحظ هذا الموضوع في رسالة مستقلة هي رسالة المعلمين نشرناها ضمن رسائل الجاحظ الأدبية، طبعة دار الهلال، بيروت 1987.
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 209