responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 17

ليست الفصاحة لكم معاشر أهل البصرة لغة فصيحة، إنما الفصاحة لنا أهل مكة. قال ابن مناذر: أما ألفاظنا فأحكى الألفاظ للقرآن و أكثرها له موافقة، فضعوا القرآن بعد هذا حيث شئتم» [1] و يفهم من هذا أن الحكم في الخلاف بين فصاحة لغة أهل مكة و البصرة إنما هو القرآن. و كذلك الحال بالنسبة إلى لغة أهل البادية التي اعتبرت مرجعا في الفصاحة «و شأن عبد قيس عجب، و ذلك أنهم بعد محاربة إياد تفرقوا فرقتين: ففرقة وقعت في عثمان و شق عمان، و هم خطباء العرب، و فرقة وقعت إلى البحرين و شق البحرين و هم أشعر قبيل العرب، و لم يكونوا كذلك حين كانوا في سرة البادية و في معدن الفصاحة.

و هذا عجب» [2] .

بعد دراسة اللفظ المفرد نصل مع الجاحظ إلى اللفظ المركب، و نلج باب البلاغة و قد استعرض صاحبنا مختلف التعريفات التي أعطيت للبلاغة، و قارن بين مفاهيمها عند الفرس و الهنود و اليونان و العرب. و في ذلك دليل على شمول ثقافته و بعد نظرته. و قد استقى مفهوم البلاغة عند الفرس من معاصره الفارسي الأصل سهل بن هارون، و استقى مفهومها عند الهند من صحيفة بهلة الهندي معاصره أيضا، و أخذ مفهومها عند العرب عن صحار بن عباش العبدي في كلام له مع معاوية الذي سأله عن البلاغة فقال: الإيجاز. و الإيجاز يعني الإجابة دون خطأ أو إبطاء. كما استشهد عليها بقول بعض الأعراب الذي سئل عن البلاغة فقال: الإيجاز في غير عجز و الإطناب في غير خطل‌ [3] . و يفضل الجاحظ التعريف التالي للبلاغة: «و قال بعضهم-و هو أحسن ما اجتبيناه و دوناه-لا يكون الكلام يستحق اسم البلاغة حتى يسابق معناه لفظه و لفظه معناه، فلا يكون لفظه إلى سمعك أسبق من معناه إلى قلبك» [4] . و معنى ذلك أن الكلام


[1] المصدر ذاته، ج 1، ص 17.

[2] المصدر ذاته، ج 1، ص 70.

[3] المصدر ذاته، ج 1، ص 64-70.

[4] المصدر ذاته، ج 1، ص 81.

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست