نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 128
و الكابي: الذي لا يكاد يعرق، كالزند الكابي الذي لا يكاد يوري. فجعل له العماني حالا بين حالين إذا خطب، و خبر أنه رابط الجأش، معاود لتلك المقامات.
و قال الكميت بن زيد-و كان خطيبا-: «إن للخطبة صعداء، و هي على ذي اللب أرمى» .
و قولهم: أرمى و أربى سواء يقال: فلان قد أرمى على المائة و أربى.
و لم أر الكميت أفصح عن هذا المعنى و لا تخلّص إلى خاصته. و إنما يجترئ على الخطبة الغر الجاهل الماضي، الذي لا يثنيه شيء، أو المطبوع الحاذق، الواثق بغزارته و اقتداره، فالثقة تنفي عن قلبه كل خاطر يورث اللجلجة و النحنحة، و الانقطاع و البهر و العرق.
و قال عبيد اللّه بن زياد، و كان خطيبا، على لكنة كانت فيه: «نعم الشيء الأمارة، لو لا قعقعة البرد، و التشزن للخطب» [1] .
و قيل لعبد الملك بن مروان: عجل عليك الشيب يا أمير المؤمنين! قال: «و كيف لا يعجل عليّ و أنا أعرض عقلي على الناس في كل جمعة مرة أو مرتين» . يعني خطبة الجمعة و بعض ما يعرض من الأمور.
و قال بعض الكلبيين.
فإذا خطبت على الرجال فلا تكن # خطل الكلام تقوله مختالا
و اعلم بأن من السكوت إبانة # و من التكلم ما يكون خبالا
[بشر بن المعتمر يقنن أصول البلاغة]
مرّ بشر بن المعتمر بإبراهيم بن جبلة بن مخرمة السّكوني الخطيب، و هو