له حنجر رحب و قول منقح # و فصل خطاب ليس فيه تشادق
إذا كان صوت المرء خلف لهاته # و أنحى بأشداق لهن شقاشق
و قبقب يحكي مقرما في هبابه # فليس بمسبوق و لا هو سابق [1]
و قال الفرزدق:
شقاشق بين أشداق و هام
و أنشد خلف:
و ما في يديه غير شدق يميله # و شقشقة خرساء ليس لها نعب
متى رام قولا خالفته سجية # و ضرس كقعب القين ثلّمه الشعب
و أنشد أبو عمرو و ابن الأعرابي:
و جاءت قريش قريش البطاح # هي العصب الأوّل الداخلة
يقودهم الفيل و الزندبيل # و ذو الضرس و الشفة المائلة
ذو الضرس و ذو الشفة، هو خالد بن سلمة المخزومي الخطيب.
و الزندبيل أبان و الحكم ابنا عبد الملك بن بشر بن مروان. يعني دخولهم على ابن هبيرة. و الزندبيل: الأنثى من الفيلة، فيما ذكر أبو اليقظان بن حفص.
و قال غيره: هو الذكر. فلم يقفوا من ذلك على شيء.
و قال الشاعر في خالد بن سلمة المخزومي:
فما كان قائلهم دغفل # و لا الحيقطان و لا ذو الشّفة
قوله «دغفل» يريد دغفل بن يزيد بن حنظلة الخطيب الناسب.
و الحيقطان: عبد أسود، و كان خطيبا لا يجارى.
[1] المقرم: الفحل المكرم. الهباب: النشاط.