responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 115

ساخط، و خطبة من لدن تطلع الشمس إلى أن تغرب، آمر فيها بالتواصل و أنهى فيها عن التقاطع؟قالوا: فخطب يوما إلى الليل فما أعاد فيها كلمة و لا معنى فقيل لأبي يعقوب: هلا اكتفى بالأمر بالتواصل عن النهي عن التقاطع؟أ و ليس الأمر بالصه هو النهي عن القطيعة؟قال: أ و ما علمت أن الكناية و التعريض لا يعملان في العقول عمل الإفصاح و الكشف.

قال: و سئل ابن المقفع عن قول عمر رحمه اللّه: «ما يتصعدني كلام كما تتصعدني خطبة النكاح» قال: ما أعرفه إلا أن يكون أراد قرب الوجوه من الوجوه، و نظر الحداق من قرب في أجواف الحداق. و لأنه إذا كان جالسا معهم كانوا كأنهم نظراء و أكفاء، فإذا علا المنبر صاروا سوقة و رعية.

و قد ذهب ذاهبون إلى أن تأويل قول عمر يرجع إلى أن الخطيب لا يجد بدا من تزكية الخاطب، فلعله كره أن يمدحه بما ليس فيه، فيكون قد قال زورا و غرّ القوم من صاحبه. و لعمري إن هذا التأويل ليجوز إذا كان الخطيب موقوفا على الخطابة. فأما عمر بن الخطاب، رحمه اللّه، و أشباهه من الأئمة الراشدين، فلم يكونوا ليتكلفوا ذلك إلا فيمن يستحق المدح.

و روى أبو مخنف، عن الحارث الأعور [1] ، قال: «و اللّه لقد رأيت عليا و إنه ليخطب قاعدا كقائم، و محاربا كمسالم» . يريد بقوله: قاعدا، خطبة النكاح.

و قال الهيثم بن عديّ: لم تكن الخطباء تخطب قعودا إلا في خطبة النكاح.

[توشيح الخطب بآي القرآن و الأشعار]

و كانوا يستحسنون أن يكون في الخطب يوم الحفل، و في الكلام يوم الجمع آي من القرآن، فإن ذلك مما يورث الكلام البهاء و الوقار و الرقة، و سلس الموقع.


[1] كان الحارث الأعور من رجال حرب صفين و أبو مخنف راوية أخباري كوفي مات نحو 170 ه

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست