نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 110
و شاعر سوء يهضب القول ظالما # كما اقتمّ أعشى مظلم الليل حاطب
يهضب: يكثر. و الأهاضيب: المطر الكثير. اقتمّ: افتعل من القمامة.
و أنشد:
أعوذ باللّه الأعزّ الأكرم # من قولي الشيء الذي لم أعلم
تخبّط الأعمى الضرير الأيهم
و قال إبراهيم بن هرمة [1] ، في تطبيق المفصل-و تلحق هذه المعاني بأخواتها قبل:
و عميمة قد سقت فيها عائرا # غفلا و منها عائر موسوم
طبّقت مفصلها بغير حديدة # فرأى العدو غناي حيث أقوم
[ثمامة بن أشرس]
و هذه الصفات التي ذكرها ثمامة بن أشرس، فوصف بها جعفر بن يحيى، كان ثمامة بن أشرس قد انتظمها لنفسه، و استولى عليها دون جميع أهل عصره و ما علمت أنه كان في زمانه قروي و لا بلدي، كان بلغ من حسن الأفهام مع قلة عدد الحروف، و لا من سهولة المخرج مع السلامة من التكلف، ما كان بلغه. و كان لفظه في وزن إشارته، و معناه في طبقة لفظه، و لم يكن لفظه إلى سمعك بأسرع من معناه إلى قلبك.
قال بعض الكتاب: معاني ثمامة الظاهرة في ألفاظه، الواضحة في مخارج كلامه، كما وصف الخريمي شعر نفسه في مديح أبي دلف، حيث يقول:
له كلم فيك معقولة # إزاء القلوب كركب وقوف
[1] إبراهيم بن هرمة الفهري شاعر أموي أدرك الدولة العباسية و مدح المنصور و عمر طويلا.
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 110