نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 105
و من هؤلاء علي بن هشام، و كان لا يسكت، و لا أدري كيف كان كلامه.
قال: و حدّثني مهدي بن ميمون، قال: حدثنا غيلان بن جرير، قال:
كان مطرّف بن عبد اللّه يقول: «لا تطعم طعامك من لا يشتهيه» . يقول: لا تقبل بحديثك على ما لا يقبل عليه بوجهه.
و قال عبد اللّه بن مسعود: «حدّث الناس ما حدجوك بأبصارهم، و أذنوا لك بأسماعهم، و لحظوك بأبصارهم، و إذا رأيت منهم فترة فأمسك» .
[ابن السماك]
قال: و جعل ابن السماك [1] يوما يتكلم، و جارية له حيث تسمع كلامه، فلما انصرف إليها قال لها: كيف سمعت كلامي؟قالت: ما أحسنه، لو لا أنك تكثر ترداده. قال: أردده حتى يفهمه من لم يفهمه. قالت: إلى أن يفهمه من لا يفهمه قد ملّه من فهمه.
عباد بن العوام، عن شعبة عن قتادة قال: مكتوب في التوراة: «لا يعاد الحديث مرتين» .
سفيان بن عيينة، عن الزهري قال: «إعادة الحديث أشد من نقل الصخر» .
و قال بعض الحكماء: «من لم ينشط لحديثك فارفع عنه مئونة الاستماع منك» .
و جملة القول في الترداد، أنه ليس فيه حد ينتهي إليه، و لا يؤتى على وصفه. و إنما ذلك على قدر المستمعين، و من يحضره من العوام و الخواص.
[1] ابن السماك، هو محمد بن صبيح العجلي بالولاء، كوفي وفد على هارون الرشيد و وعظه فأبكاه، أخذ عنه أحمد بن حنبل، توفي سنة 183 هـ.
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 105