responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البديع في وصف الربيع نویسنده : الحميري، أبو الوليد    جلد : 1  صفحه : 7
أرض تباهي السماء مشرقة ... بكل نجم من زهرها أزهر
وقبل ما فاخرت كواكبها ... بالغر والصيد من بني حمير
بكل غيث إذا السماء صحت ... وكل ليث إذا القنا كسر
وكل سهم إذا انتحى غرضا ... وكل شهم إذا علا منبر
بحار جود تفيض من كرم ... حسبت ذا المجد بينها الكوثر
قوله: "وكل شهم". الشهم: الذكي القلب. وقال صاحب الشرطة أبو بكر بن القويطة يصف الربيع، ويمدح ذا الوزارتين أبا عمرو أحمد بن إسماعيل بن عباد: [مخلع من البسيط]
أما ترى الروض جوهريا ... ينظم در السما مليا
والنور من فضة وتبر ... متى غدا النبت صيرفيا
حتى كأن الربيع ملك ... يحيي لها نورها البهيا
ترى نواويره كتبر ... محض وآذار قسطريا
قد مد نطعا على رباها ... ينتقد المحض والرديا
مثل انتقاد العلا أبا عم ... رو نجل عباد السريا
الراجح الواضح المحيا ... والحول القلب الكميا
والمنجب المعجب افتنانا ... والمنبه المدره الذكيا
قال أبو الوليد: ومما قلته في هذا المعنى قطعة موصولة بمدح الحاجب_أطال الله بقاؤه، وحرس حوباءه_وهي: [الكامل]
أبشر فقد سفر الثرى عن بشره ... وأتاك ينشر ما طوى من نشره
متحصنا في حسنه في معقل ... عقل العيون على رعاية زهره
فض الربيع ختامه فبدا لنا ... ما كان من سرائه في سره
من بعد ما سحب السحاب ذيوله ... فيه ودر عليه أنفس دره
فأحل جفونك فيه تجل صدا بها ... لولا انبراء جماله لم تبره
واشكر لآذار بدائع ما ترى ... من حسن منظره النضير وخبره
شهر كأن الحاجب ابن محمد ... ألقى عليه مسحة من بشره
ملك تملك رقنا بمكارم ... جعلت له غفر النجوم كعفره
لا زال خطب زمانه في أسره ... فلقد رأيت به هواي بأسره
الغفر: نجم، والعفر: التراب، يقال: عفر وعفر، فكأنه لعلو منزلته، وسمو درجته قد استويا في بعدهما منه وتباينهما عنه، و "أسره" في شطر البيت: في ملكه وتحت حكمه، من الأسر المعروف. و "بأسره" في القافية بمعنى كله وجميعه. يقال أخذت الشيء بأسره أي جميعه. ولي أيضا في مثل ذلك:
بكت السماء فأضحكت سن الثرى ... بمدامع نظمت عليه جوهرا
فكأنها خرقاء تنثر عقدها ... وكأنه مستغنم أن ينثرا
عكفت يداه على نظام فريده ... وجمانه فردا لذاك مشمرا
فأعاده أبهى لطرف منظرا ... وأعده أذكى لأنف مخبرا
فانظر محاسن للربيع تبرجت ... لولا الربيع لما تجلت للورى
ومن المستحسن المستغرب، والمستطاب المستعذب، في هذا المعنى قطعة لأبي بكر بن نصر، كتب بها إلي في الربيع يسألني الخروج إلى حيث يبدو كماله، ويظهر جماله، [والقطعة] : [الكامل]
انظر نسيم الروض رق فوجهه ... لك عن أسرته السرية يسفر
خضل بريعان وقد غدا ... للعين وهو من النضارة منظر
قد طرزت منه البرود وطررت ... بالوشي فهو مطرز ومطرر
وكأنما تلك الرياض عرائس ... ملبوسهن معصفر ومزعفر
أو كالقيان لبسن موشي الحلى ... فلهن من وشي اللباس تبختر
أرض مدبجة الروابي غضة الت ... تلعات فهي عن العبير تعبر
يتعطل المسك الذكي لعرفها ... وبه الزمان وحسنه يتعطر
مصفوفة أنماطها ممدودة ... حبراتها تبدو إليك وتظهر
فكأنما صنعاء أهدت وشيها ... ورمت مطارفها الطريفة عبقر
حسن يقدر في الربيع ولا ترى ... ذا الحسن إلا في الربيع يقدر
أنوار أشجار غدت أوراقها ... ورق ترقرق بالحباب فتقطر
فاسمح لصحبك أن ترود رياضها ... معهم فإن عيونهم بك تنظر
مهد لهم نحو البطاح نزاهة ... غراء تزهى بالسماح وتفخر
نام کتاب : البديع في وصف الربيع نویسنده : الحميري، أبو الوليد    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست