responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البديع في وصف الربيع نویسنده : الحميري، أبو الوليد    جلد : 1  صفحه : 5
تأمل وقيت ملم الخطو ... ب فعل الربيع وما أسسه
بحائر قصرك من صوغه ... دنانير قد قارنت أفلسه
وأسطار نور قد استوسقت ... وسطر سطر على الغمر قد طلسه
ونبت له مدرع أخضر ... بصفرة أصباغه ورسه
فأبدع ما صاغ لكنه ... أجل بدائعه السندسة
مدارعها خضرة غضة ... أعاد النعيم لها ملبسة
كأن الظلال علينا بها ... أواخر ليل على مغلسه
كأن النواوير في أفقها ... نجوم تطلعن في حندسه
ومهما تأملت تحسينها ... فعيني بقرتها معرسه
محل لعمرك قد طيب ال ... إله ثراه وقد قدسه
المغلسة، جمع مغلس، وهو الداخل في الغلس. ولصاحب الشرطة أبي بكر بن القويطة في هذا المعنى الذي غرضت إليه في كتابي، وقصدته بتأليفي نوادر مبتدعة، ومعان مخترعة، وقطع من السحر مقتطعة، ستقع في أبوابها، وتوضع مع أشكالها فمن بديع ما أنشدنيه قوله:
ضحك الثرى وبدا لك استبشاره ... واخضر شاربه وطر عذاره
وربت حدائقه وآزر نبته ... وتفطرت أنواره وثماره
واهتز ذابل نبت كل قرارة ... لما أتى متطلعاً آذاره
وتعممت صلع الربا بنباتها ... وترنمت من عجمة أطياره
وكأنما الروض الأنيق وقد بدت ... متلونات غضة أنواره
بيضا وصفرا فاقعات صائغ ... لم ينأ درهمه ولا ديناره
سبك الخميلة عسجدا ووذيلة ... لما غدت شمس الظهيرة ناره
فتوسد الديباج وافترشن له ال ... وشي الذي من غير صنعا داره
وتضوعت ريح الرياض كأنما ... فت العبير بأرضها عطاره
فاشرب إذا اعتدل الزمان ووزنه ... وإذا استوى بالليل منه نهاره
شبه الروض بالصائغ، وابيض نوره وأصفره بدراهمه ودنانيره، والخميلة: مسترق الرملة. والوذيلة: الصفيحة من الفضة، وجمعها على فعائل. وأبدع من هذا وأطبع، ما أنشدنيه أيضا لنفسه: [السريع]
لما رأى العام زمان الربي ... ع الطلق قد نشر عرف الكبى
أجرى إلى غايته مجهدا ... فكلما رام لحاقا كبا
والنور قد بث دنانيره ... مفضضا إن شئت أو مذهبا
استعمل الحيلة لما ونى ... ولم يجد عن قصده مذهبا
فقال: أسلفني يوما بشه ... ر، فأجابته رياض الربا:
هذا الربا، والله في وحيه ال ... منزل قد حرم فعل الربا
ومما يوازي هذه القطعة دقة ويشاكلها رقة، قوله: [مخلع البسيط]
قد أخذ الأفق في البكاء ... واغرورقت مقلة السماء
فالأرض إن أظهرت جفاء ... أرسل عينيه بالبكاء
كأنه عاشق مشوق ... يشكو هواه إلى الهواء
مرجيا أن يلين منها ... ما أظهرته من الجفاء
حتى إذا راضها سفيرا ... صدت بوجه من الحياء
وانتقبت بالنبات عنه ... والتحفت منه في رداء
نام کتاب : البديع في وصف الربيع نویسنده : الحميري، أبو الوليد    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست