responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 78


* ( وَرُسُلِه وجِبْرِيلَ ومِيكالَ ) * [ سورة البقرة ، الآية : 98 ] فأدخلهما في جملة الملائكة ثم أبانهما إذ كانا بائنين من سائر الملائكة ، وكذلك سبيل القول في العرش والكرسي والسّماء والأرض والحوت ، والثّرى ، لأنّ الكرسي إذا كان مثل السّماوات والأرض والعرش أعظم منه فمتى ذكر أنّه عال على العرش وظاهر عليه فقد خبّر أنّه على كل شيء قدير ، وقد يكون العلَّو بالقدرة والاعتلاء ، فمرة يذكر العرش ، ومرة يذكر الكرسي دون العرش ، ومرة يذكر السّماء دون الكرسي ومرة يقول : * ( وهُوَ الله فِي السَّماواتِ وفِي الأَرْضِ ) * [ سورة الأنعام ، الآية : 3 ] بعد أن قال : * ( أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ ) * وترك ذكر الأرض فلو كان إذا ذكر السّماء دون الأرض كان ذلك دليلا على أنه ليس في الأرض كان في ذكره أنه على العرش ، دليل على أنه ليس في السّماء وقد قال : * ( أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ ) * [ سورة الملك ، الآية : 17 ] ومرة يذكر معاظم الأمور ، وجلائل الخلق ، وكبار الأجسام وأعالي الأجرام ، ومرة كلّ شخص كيف كان وحيث ما كان كقوله تعالى : * ( ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ ) * [ سورة المجادلة ، الآية : 7 ] الآية . وقد قال أيضا على هذا المعنى : * ( ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) * وقال : * ( نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْه مِنْكُمْ ) * [ سورة الواقعة ، الآية : 85 ] .
فإن زعم القوم أنّه إنما ذهب إلى معنى القدرة والعلم لأنّ قربه منهم كقربه من العرش قلنا : فقد صرتم إلى المجازات وتركتم قطع الشّهادة على ما عليه ظاهر الكلام ، فكيف نعيتم ذلك علينا ، حين زعمنا أنّ تأويل قوله : * ( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) * [ سورة طه ، الآية : 5 ] ليس على كون الملك على سريره بل هو على معنى العلو والقدرة والحفظ والإحاطة والظهور بالسلَّطان والقوّة وهذا بين والحمد للَّه .
فإن قالوا : ما تأويل استوى ؟ وما فائدة على ؟ قلنا : قد زعم أصحاب التفسير عن ابن عباس وهو صاحب التّأويل والنّاس عليه عيال ، أنّ تأويل قوله : استوى استولى ، وقد قال تعالى لنوح : * ( فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ ومَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ ) * [ سورة المؤمنون ، الآية : 28 ] ولم يرد اللَّه تعالى أنّهم كانوا مائلين فاعتدلوا ، وإنما معناه فإذا صرتم في السّفينة فقل : كذا وكذا ، وقد يقول الرّجل : قلت كذا وكذا ثمّ استويت على ظهر الدّابة بعد أن لم أكن عليها فقلت كذا وقال تعالى : * ( ولَمَّا بَلَغَ أَشُدَّه واسْتَوى آتَيْناه حُكْماً وعِلْماً ) * [ سورة يوسف ، الآية : 22 ] وإنما يريد : فلما انتهى وبلغ جعلناه حكيما ، وكما يقال للغلام المقدود : هذا غلام مستو فإن قالوا : قد عرفنا هذه الوجوه ولكن ما معنى قوله تعالى : * ( ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وهِيَ دُخانٌ ) * [ سورة فصلت ، الآية : 11 ] قلنا معناه : ثم عمد إلى السّماء فخلقها كما قال ابن مقبل شعرا :

أقول وقد قطعن بنا شرورى * عوامد واستوين من الضّجوع

نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست