responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 73


و ددت أني أعرف هفت ، ودوازده يريد النّجوم السبّعة السيّارة ، والبروج الاثني عشر ، وقال معاوية لدغفل بن حنظلة العلَّامة وقد ضمه إلى يزيد علَّمه العربية والأنساب والنّجوم : أ ترى هؤلاء حضّوا على الضّلالة ، ورغبوا في السّفاهة ، فتأمّل ما ذكرته فإنه واضح .
فإن قيل : إذا كان القول في قضايا النّجوم على ما ذكرته فما وجه قول إبراهيم عليه السلام مخاطبا لقومه وهم يعبدون الأصنام ليقربهم إلى اللَّه زلفى : * ( فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ فَتَوَلَّوْا عَنْه مُدْبِرِينَ ) * [ سورة الصافات ، الآية : 87 - 90 ] قلت : قد تكلم النّاس في هذا فقال بعضهم النّجوم جمع نجم ، وهو ما نجم من كلامهم لما سألوه أن يخرج معهم إلى عيدهم ، ونظر نظرة معناه تفكَّر ليدّبر حجّة فقال : إني سقيم يريد سقيم من كفرهم وإيمانهم بغيره ، وهذا كما يقال أنا مريض القلب من كذا وإنما تخلف عنهم لما أضمر من كيد أصنامهم لأنّ حجته عليهم في تعطيل عيدهم فلمّا غابت عيونهم جعلها جذاذا .
و سئل ابن الأعرابي عن معنى قوله تعالى : * ( سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَه إِبْراهِيمُ ) * [ سورة الأنبياء ، الآية : 60 ] معنى يذكرهم يعيبهم وأنشد :

لا تذكري فرسي وما أطعمته * فيكون جلدك مثل جلد الأجرب

قال أبو إسحاق الزّجاج : قال ذلك لقومه ، وقد رأى نجما فقال : إني سقيم يوهمهم أنّ به الطَّاعون ، فتولَّوا عنه مدبرين فرارا من أن يعذبهم الطَّاعون ، وإنّما قال : إني سقيم لأنّ كل أحد وإن كان معافى لا بدّ له من أن يسقم ويموت . قال تعالى : * ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) * [ سورة الزمر ، الآية : 3 ] أي أنك ستموت فيما تستقبل فكذلك إني سقيم أي سأسقم لا محالة .
و روي في الحديث لم يكذب إبراهيم عليه السّلام قط إلا في ثلاث وإنّ هذه الثلاث وقعت فيها معارضة . وذلك قوله : * ( بَلْ فَعَلَه كَبِيرُهُمْ هذا ) * على معنى * ( إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ ) * [ سورة الأنبياء ، الآية : 63 ] فقد فعله كبيرهم ، وقوله في سارة : هي أختي في الإسلام . وقوله : * ( إِنِّي سَقِيمٌ ) * [ سورة الصافات ، الآية : 89 ] على ما فسرناه ، وقال أبو مسلم : عطف بالفاء هذا الكلام على ما تقدم من أمره في مخاطبة قومه بقوله : ماذا تعبدون ، قال : ونظرة في النّجوم هو الذي أخبر اللَّه تعالى به عنه إذ يقول اللَّه : * ( وكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ ) * [ سورة الأنعام ، الآية : 70 ] إلى * ( وما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) * [ سورة الأنعام ، الآية : 79 ] فكانت نظرته تلك للتبين .
فلما أراه اللَّه الآيات في نفسه ، وفي الآفاق كما قال اللَّه تعالى : * ( سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الآفاقِ وفِي أَنْفُسِهِمْ ) * الآية ، قال لقومه : * ( أَ إِفْكاً آلِهَةً دُونَ الله تُرِيدُونَ ) * [ سورة الصافات ، الآية : 86 ] وذلك حين قال : * ( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ والأَرْضَ ) * [ سورة

نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست