responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 69


حج النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم فلما كانت السّنة التي حجّ فيها النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم عاد الحج إلى ذي الحجة ، فذلك قوله : « إنّ الزّمان قد استدار كهيئته يوم خلق اللَّه السّموات والأرض » .
ثم قال لما فرغ من خطبته : « أيّ يوم هذا » ؟ قالوا : يوم حرام ، قال : « أي شهر هذا » قالوا : شهر حرام . قال : « أي بلد هذا ؟ » قالوا : بلد حرام ، فقال : « ألا إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا اللهم هل بلَّغت » .
و مراد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قد ثبت الحج في ذي الحجة على ما كان عليه في أيام إبراهيم عليه السّلام ، فهذا أيضا طريقه ، والأول أشبه وأشهر وجميع هذا ، أو أكثره حكاه أبو عبيد القاسم بن سلام أيضا . وقيل : إنما قيل رجب مضر لأنّها كانت تعظَّمه ، وتحرّمه ، ولم يكن يستحلَّه العرب إلَّا حيّان خثعم وطيء فإنهما كانا يستحلان الشهور ، فكان الذين ينسؤن الشّهور أيام الموسم يقولون حرمنا عليكم القتال في هذه الشهور إلَّا دماء المحلَّين .
فصل في تأويل أخبار مروية عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم والصّحابة وبيان ما يحمد ويذم من معتقدات العرب في الأنواء والبوارح و هذا الفصل لائق بما قدّمناه من التّنزيل ، فلذلك جعلناه من تمامه . روي عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال : « ثلاث من أمر الجاهلية الطعن في الأنساب ، والنيّاحة ، والاستسقاء بالأنواء » . فالإستسقاء بها منكر ، كما قال صلى اللَّه عليه وسلم إلَّا أنّ العرب مختلفون فيما يراعونه من قسمة الأزمان والفصول والحكم على الأحداث الواقعة في الأحوال والشّهور ، ولهم في ذلك من صدق التأمل ، واستمرار الإصابة ما ليس لسائر الأمم ، يدل على ذلك أنّ كل ما حكموا به قديما عند طلوع هذا المنازل من تحت شعاع الشّمس بالغدوات في ناحية المشرق وسقوط نظائرها في المغرب من أحوال فصول السّنة ، وأوقات الحر ، والبرد ، ومجيء الأمطار والرّياح فإنّها تجري على ما حكمت به إلى أن لا يتغير ولا يتبدل إلَّا على طريق الشذوذ ، وعلى وجه لا يحصل به الإعتداد وعلى ذلك فهم مختلفون .
فمنهم من اعتقد أن تلك الحوادث من أفعال الكواكب ، وأنها هي المدبرة لها والآتية بها حتى صارت كالعلل فيها والأسباب ؛ وأنّ للأزمنة تأثيرا في أهلها كما أنّ للأمكنة تأثيرا في أهلها ولذلك أخذ قرن عن قرن النّاس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم ، قالوا : فتصاريف الأزمان تؤثّر في الخلق والأخلاق والصّور والألوان والمتاجر ، والمكاسب والهمم والمآرب والدّواعي والطَّبائع واللَّسن ؛ والبلاغات والحكم والآداب ، فذّم اللَّه تعالى طرائقهم ونعى عليهم عقائدهم ، وقال حاكيا عنهم : * ( ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ ونَحْيا وما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ ) * [ سورة الجاثية ، الآية : 24 ] الآية ، وهذا تجهيل من اللَّه تعالى لهم ، وذكر بعضهم أنّ

نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست