responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 420


الباب الخامس والأربعون في الاهتداء بالنّجوم ، وجودة استدلال العرب بها وإصابتهم في أمّهم اعلم أنّ الاهتداء بالنّجوم يحتاج إليها صنفان من النّاس : سيّارة البحر وسائلة الإغفال والقفر ، ولذلك مهر الهداية بالنّجوم الصّراريون والأعراب وقد ذكره اللَّه تعالى في جملة ما عدّد من نعمه على خلقه فقال : * ( جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ والْبَحْرِ ) * [ سورة الأنعام ، الآية : 97 ] وقال تعالى أيضا : * ( وجَعَلْنَا اللَّيْلَ والنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ ) * [ سورة الإسراء ، الآية : 12 ] الآية . ثم قال تعالى : * ( قَدْ فَصَّلْنَا الآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) * [ سورة الأنعام ، الآية : 97 ] وهؤلاء الذين فصّل لهم هذه الآيات واختصّهم بفضل عليها هم الذين عنى بقوله تعالى : * ( وبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) * [ سورة النّحل ، الآية : 16 ] فافهم عن اللَّه قوله .
ثم اعلم أنه لا يجد من أحبّ علم الاهتداء بالنّجوم بدأ من التقدّم بمعرفة أعيان ما يحتاج إليه منها ، واعتبار النّظر إليها في جميع آناء اللَّيل حتى يعرفه كمعرفة خلطائه ، لئلا يلتبس عليه إذا اختلفت أماكنها في أوقات اللَّيل ، فإنّ كثيرا ممن يعرف النّجم من النّجوم إذا كان في جهة المشرق حتى إذا دار به الفلك فنقله إلى جهة أخرى عمي عليه حتى لا يعرفه ، ويتحيّر حتى لا يهتدي إليه ، ويحتاج بعد الاستثبات في معرفة أعيانها إلى معرفة مطالعها ومغاربها ، وحال مجاريها من لدن طلوعها إلى غروبها ، لأنّ ذلك مما يبدّل أعيان الكواكب في الأبصار ، ويدخل على القلوب الحيرة ويورث الشّبهة ويحتاج أيضا إلى أن يعرف سموت البلدان التي تقصد ، وجهات الآفاق التي تعمد لئلا يعلم بأي كوكب ينبغي له أن يأتمّ .
و التوجّه إلى القبلة في كل بلد هو من هذا الجنس أيضا ، وعلم ذلك ليس بصغير القدر في خاصة الدّين ، لأنّه أمر أمر اللَّه به عباده فقال تعالى : * ( مِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَه ) * [ سورة البقرة ، الآية : 150 ] .
و ليس بعد أدلَّة الحساب دليل أدلّ من أعيان النّجوم ، فليس الشّمس بخارجة منها بل

نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست