responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 386


أسد بن خزيمة . وكان أشراف العرب يتوافون بتلك الأسواق مع التّجار من أجل أنّ الملوك كانت ترضخ للأشراف ، لكلّ شريف بسهم من الأرباح ، فكان شريف كلّ بلد يحضر سوق بلده ، إلَّا عكاظ فإنّهم كانوا يتوافون بها من كل أوب ولا يوافيها شريف إلَّا وعلى وجهه برقع ، مخافة أن يؤسر يوما ، فيكبر فداؤه ، فكان أوّل من كشف القناع طريف العنبري لما رآهم يطلعون في وجهه ويتفرّسون في شمائله ، قال : قبح من وطَّن نفسه إلا على شرفه ، ورمى بالقناع وحسر عن وجهه ، قال يذكر قصته وعذره في مخالفة من قبله . شعرا :

أو كلَّما وردت عكاظ قبيلة * بعثوا إلى عرّيفهم يتوسّم

قال أبو المنذر عن أبيه : كان الرّجل إذا خرج من بيته حاجّا أو داجا والدّاج التّاجر في الشّهر الحرام ، أهدى وأحرم ، ثم قلَّد وأشعر ، فيكون ذلك أمانا له في المحلين . وكان الدّاج إذا انفرد وخشي على نفسه ولم يجد هديا قلَّد نفسه بقلادة من شعر أو وبر ، وأشعر نفسه بصوفة ، فيأمن بها ، وإذا صدر من مكة تقلَّد من لحاء شجر الحرام . وكان الدّاج وغيره إذا أمّ البيت وليس له علم بذلك ولا هو في سيماء المحرّم أخذ المحلَّون ما معه ، وكانت العرب جميعا تنزع أسنّتها في الأشهر الحرم غير المحلَّين والذين يقاتلونهم ، فإنّهم كانوا يقاتلونهم حتى الأشهر الحرم .
و كانت الخمس تدع عرفات تهاونا بها وإخلالا ، وتدع الصّفا والمروة فأنزل اللَّه تعالى :
* ( إِنَّ الصَّفا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ الله ) * [ سورة البقرة ، الآية : 158 ] الآية وأنزل : * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ الله ولَا الشَّهْرَ الْحَرامَ ) * [ سورة المائدة ، الآية : 2 ] الآية . هذا للمسلم :
* ( وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا ) * [ سورة المائدة ، الآية : 2 ] فأذن لهم في الصّيد بعد أيّام التّشريق وحرّم عليهم الذي أهلّ لغير اللَّه به مع المنخنقة بالحبل إذا لم تدرك زكاتها ، فهي حرام ، والموقوذة كانوا يقذون الدّابة العضل من الإبل - والبقر - والغنم - ليرخص لحمها . والمتردّية التي تردى في بئر أو من جبل . والنّطيحة التي تنطحها شاة أخرى فتموت . وما أكل السّبع إلا ما زكَّيتم أدركتموه وبه حياة . وما ذبح على النّصب يعني آلهتهم التي كانوا يعبدون من دون اللَّه .
قال أبو المنذر : وتزعم مضر أنّ أمر الموسم وقضاء عكاظ كان في بني تميم ، يكون ذلك في أفخاذهم الموسم على حدة - وعكاظ على حدة - وكان من اجتمع له ذلك منهم بعد عامر بن الظَّرب العدواني - وسعد بن زيد مناة بن تميم - وقد فخر المخبّل بذلك في شعره فقال :

ليالي سعد في عكاظ يسوقها * له كلّ شرق من عكاظ ومغرب

ثم وليه حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم . ثم وليه ذؤيب بن كعب بن عمرو بن تميم ، ثم وليه مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ، ثم وليه ثعلبة بن يربوع بن حنظلة ، ثم وليه

نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 386
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست